عثرت مصالح الفرقة الإقليمية للدرك الوطني بالشبلي في ولاية البليدة خلال الأسبوع الماضي على جثّة شابّ يبلغ من العمر 26 سنة، والقاطن بسيدي موسى، مرمية في أحد المزارع المترامية على ضفاف المنطقة، فيما تمكّنت هذه الأخيرة من فكّ خيوط الجريمة التي شارك فيها 6 أشخاص تتراوح أعمارهم بين 18 و31 سنة، أدينوا بعقوبة السجن بتهمة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصّد وتكوين جماعة أشرار، مع السرقة الموصوفة والمتمثّلة في السطو على سيّارة الضحّية وتفكيكها بعد قتله· حيثيات القضية تعود إلى تاريخ الأسبوع الماضي عندما اكتشفت مصالح الفرقة الإقليمية للدرك الوطني للشبلي جثّة لشابّ مرمية في أحد المزارع، وبعد الغوص في التحقيق تبيّن أن المرحوم توجّه عشية 19 سبتمبر بسيّارة أبيه من نوع (هيونداي أكسنت) إلى مدينة برّاقي بولاية الجزائر قصد شراء عجلات للسيّارة، ومنها اختفى عن الأنظار. وقد توجّهت حينها الشكوك إلى المسمّى (ش.م) 23 سنة، والذي كان يتنقّل رفقة الضحّية، حيث كان آخر شخص سأل عنه قبل اختفائه، أمّا سيّارة الضحّية فلم يعثر عليها في مكان اكتشاف الجثّة، في حين تمّ العثور على بعد 150 متر من ذات المكان على غطاء المقود الخاصّ بالمركبة· وبعد استدعاء المشتبه فيه (ش.م) إلى مقرّ الفرقة الإقليمية للدرك الوطني بالشبلي، وبعد التحقيق معه أكّد معرفته السطحية بالمرحوم نافيا ارتكابه أو تورّطه في الجريمة، مستدلاّ في ذلك بسفره إلى كلّ من مدينة سطيف ثمّ بجاية وجيجل خلال تلك الفترة برفقة صديقه المسمّى (ع.ي) 22 سنة· أثناء التحقيق عاين الدركيون المحقّقون وجود جرح على مستوى الجهة اليمنى لصدر المشكوك فيه، ولمواصلة التحقيق قاموا بتفتيش مسكن المشكوك فيه المسمّى (ش.م) فتمّ حجز هاتف نقّال وملابس بها بقع لسائل أحمر، وبعد استدعاء المشكوك فيه الثاني (ع.ي) إلى مقرّ فرقة الدرك الوطني بالشبلي بخصوص الأقوال التي أدلى بها المسمّى( ش.م) أدلى بنفس التصريحات، وللتحقّق من أقوالهما تمّ استغلال المكالمات الصادرة والواردة من خطّ هاتف كلّ من المشكوك فيهما وكذا هاتف الضحّية· وقد تمّ الحصول على آخر الأرقام الهاتفية التي اتّصل بها الضحّية، أين وردت عدّة أرقام، ومواصلة للتحقيق تمّ استدعاء (ب.ع) 18 سنة، والذي ورد رقم هاتفه في قائمة اتّصالات الضحّية فأكّد أنه لا يعرف الضحّية وإنما له علاقة مع المشكوك فيهما إذ قام بإعارة هاتفه النقّال للمسمّى (ش.م)، وأنه على علم مسبق بنية المشكوك فيهما في ارتكاب الجريمة· وعند سماع المشكوك فيه (ش.م) للمرّة الثانية أنكر كلّ التّهم الموجّهة إليه مصرّا على أقواله السابقة، أين تمّت مواجهته بتناقضاته الواردة في أقواله مع ما أظهرته قوائم الاتّصالات الهاتفية، فاعترف بوقائع الجريمة وصرّح بأن الجريمة ارتكبت من طرف صديقه (ع.ي) بعد استدراجه للضحّية موهما إيّاه بإيصاله إلى مدينة الشبلي بغرض جلب بعض الحاجيات، حيث ركب معه بمفرده تاركا المسمّى (ش.م) في منطقة برّاقي أين قام بقتله وتركه على مستوى مكان اكتشاف الجثّة وعاد إلى المسمّى (ش.م) بالسيّارة وتوجّها إلى مدينة سطيف وقاما ببيع سيّارة الضحّية لشخص يدعى (ن.ل) 24 سنة، في عين ولمان ولاية سطيف، وتوجّها بعدها إلى كلّ من مدينتي بجاية وجيجل لصرف مبالغ مالية هناك، كما صرّح بأن صديقه (ع.ي) قام ببيع هاتف الضحّية في منطقة بودواو (بومرداس ). كما توصّل الدركيون المحقّقون إلى أخذ أقوال المشكوك فيه (ع.ي) للمرّة الثانية، والذي أكّد أقوال المسمّى (ب.ع) 18 سنة، مؤكّدا أن فكرة ارتكاب الجريمة كانت فكرة صديقه (ش.م)، وأنه هو من استدرج الضحّية برفقته موهما إيّاه بإيصاله إلى مدينة الشبلي (البليدة ) بغرض جلب بعض الحاجيات، حيث ركب معه وخلال الطريق طلب منه الانحراف عن الطريق المعبّد والدخول إلى أحد الحقول أين قام المسمّى (ش.ر) بقتله، وبعد تنفيذ جريمتهما توجّها معا إلى مدينة سطيف لبيع السيّارة لأحد أصدقائه، ثمّ توجّها إلى مدينتي بجاية وجيجل. على إثرها مباشرة تنقّل فريق المحقّقين إلى مدينة سطيف بغرض حجز سيّارة الضحّية وإيقاف المسمّى (ن.ل) الذي قام بإخفائها في بيته وشريكه (ر.م) 31 سنة، الذي قام معه بتفكيكها، وبعد عملية التفتيش عثروا على سيّارة الضحّية مفكّكة. كما تقدّم إلى مقرّ الفرقة الإقليمية للدرك الوطني بالشبلي المسمّى (ع.ح) 24 سنة، الذي كان في حالة فرار، والذي أكّد أنه ساعد المشكوك فيهما (ن.ل) و( ر.م) في عملية تفكيك السيّارة· وكيل الجمهورية لدى محكمة بوفاريك وعند سماع أقوال المتّهمين ال6 أمر بحبسهم في مؤسسة الوقاية وإعادة التربية، فيما وضع أحدهم تحت الرقابة القضائية·