تمكن أفراد فرقة الدرك الوطني بالشبلي ولاية البليدة، من تفكيك خيوط قضية قتل هزّت منطقة سيدي موسى خلال الأسبوع الماضي، والإلقاء بجثة الضحية المسمى (د·ر) البالغ من العمر 26 سنة القاطن ببلدية سيدي موسى بالعاصمة، بإحدى المزارع بالشبلي، حيث تمكن عناصر الفرقة من إلقاء القبض على ست متورطين، تم تقديمهم أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة بوفاريك الذي أمر بإيداع خمسة منهم الحبس من أجل القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، تكوين جمعية أشرار مع السرقة الموصوفة وعدم التبليغ عن جناية وإخفاء أشياء مسروقة، فيما أمر بوضع أحدهم تحت الرقابة القضائية· تعود تفاصيل هذه الجريمة التي راح ضحيتها شاب في مقتبل العمر إلى الأسبوع الماضي، عندما اكتشف أفراد الفرقة الإقليمية للدرك الوطني بالشبلي جثة مرمية بإحدى المزارع، وبعد التحقيق الأوّلي تبيّن أنها تعود إلى المسمى (د·ر) 26 سنة القاطن ببلدية سيدي موسى ولاية الجزائر، بعد اختفائه من المنزل منذ يوم 19 سبتمبر، حيث توجه يومها بسيارة والده من نوع ”هيونداي أكسنت” إلى مدينة براقي قصد اقتناء عجلات للسيارة، ومنذ ذلك اليوم اختفى الشاب عن الأنظار· وتوجهت الشكوك إلى المسمى (ش·م) 23 سنة الذي كان يتنقل رفقة الضحية وكان آخر شخص سأل عنه قبل اختفائه مع السيارة التي لم يعثر عليها بمكان اكتشاف الجثة، ماعدا غطاء المقود الخاص بالمركبة كان على بعد 150 مترا من مكان اكتشاف الجثة، فتم استدعاء المشتبه فيه (ش·م) إلى مقر الفرقة ومباشرة التحقيق معه، صرّح أنه يعرف الضحية معرفة شخصية فقط، نافيا ارتكابه أو تورطه في الجريمة، وأضاف أنه كان مسافرا إلى كل من سطيف ثم بجاية وجيجل خلال تلك الفترة برفقة صديقه المسمى (ع·ي) 22 سنة، غير أن اكتشاف جرح على مستوى الجهة اليمنى لصدر المشتبه فيه، عزز من شكوك عناصر لدرك المحققين، مما جعلهم يُوسعون التحقيق مع المشتبه فيه من خلال تفتيش مسكنه فتم حجز هاتف نقال وملابس بها بقع لسائل أحمر· ومواصلة للتحقيق وتحري أقوال المشتبه فيه الأول (ش·م) أثناء التحقيق حول تواجده في سفر رفقة (ع·ي)، تم استدعاء هذا الأخير الذي أدلى أثناء سماعه بنفس تصريحات الأول· وهو ما جعل المحققين يستعينون بالمكالمات الصادرة والواردة من خط هاتف كل من المشكوك فيهما وكذا هاتف الضحية، فتم الحصول على آخر الأرقام الهاتفية التي اتصل بها الضحية، إذ وردت عدة أرقام، بينها مكالمة للمدعو (ب·ع) 18 سنة الذي كان آخر متصل بالضحية، والذي أكد أنه لا يعرف الضحية وإنما له علاقة مع المشكوك فيهما، إذ قام بإعارة هاتفه النقال للمسمى (ش·م) لإجراء مكالمة وأنه على علم مسبق بنية المشكوك فيهما بارتكاب الجريمة· إثر هذه المعطيات، استُدعي مجددا (ش·م)، لكنه أنكر كل التهم الموجهة إليه مصرا على أقواله السابقة، وبعدها تم مواجهته بتناقضاته الواردة في أقواله الأولى مع ما أظهرته قوائم الاتصالات الهاتفية، ولم يكن أمامه هذه المرة إلا الاعتراف بوقائع الجريمة، غير أنه صرّح بأن الجريمة ارتكبها صديقه (ع·ي)، بعد أن قام باستدراجه للضحية عندما طلب منه إيصاله إلى مدينة الشبلي لجلب بعض الحاجيات، فركب معه بمفرده، فقتله وتركه على مستوى مكان اكتشاف الجثة، في حين هو حسب تصريحاته بقي بمدينة براقي فعاد إليه (ع·ي) بالسيارة ثم توجها إلى مدينة سطيف، وقاما ببيع سيارة الضحية إلى أحد الأشخاص المدعو (ن·ل) 24 سنة بعين ولمان، وبعدها تنقلا إلى كل من مدينة بجاية وجيجل لصرف المبالغ المالية وقام (ع·ي) ببيع هاتف الضحية بمدينة بودواو ببومرداس· هذه الروايات المتناقضة جعلت المحققين يستمعون للمرة الثانية للمتهم (ع·ي) من طرف (ش·م)، لكن تصريحاته كانت عكس ذلك تماما، حيث أكد أن ارتكاب الجريمة كانت فكرة صديقه (ش·م)، وقاما باستدراج الضحية معا، وهو من عرض عليه إيصاله إلى الشبلي، فركبا معه وخلال الطريق طلب منه الانحراف عن الطريق المعبد والدخول إلى أحد الحقول، وهناك قام (ش·م) بقتله، ثم توجها معا إلى مدينة سطيف لبيع السيارة ثم إلى مدينتي بجاية وجيجل· إثرها مباشرة تنقل فريق المحققين إلى مدينة سطيف لاسترجاع سيارة الضحية وتوقيف (ن·ل) الذي قام بإخفائها ببيته رفقة شريك له المدعو (ر·م) 31 سنة، هذا الأخير ساعده في تفكيك السيارة، التي عُثر عليها مفككة، وبعدها تقدم المسمى (ع·ح) 24 سنة إلى مقر فرقة الدرك بالشبلي الذي كان في حالة فرار، والذي أكد أنه ساعد المشكوك فيهما في عملية تفكيك السيارة·