كشف المخرج السينمائي أحسن عصماني أن فيلم (أسود الجزائر) المزمع عرضه لأوّل مرّة بمناسبة الذّكرى الخمسين لعيدي الاستقلال والشباب، في جويلية 2012، يواجه حاليا بعض المشاكل المتعلّقة أساسا بالجانب المادي، حيث لم يتمّ بعد صرف الميزانية المخصّصة لعمل مرشّح ليكون أضخم عمل سينمائي تاريخي جزائري، علما أن المبلغ الذي تمّ تحديده كمرحلة أوّلية قدّرته الجهات المعنية بما لا يقلّ عن 160 مليار سنتيم وهو مرشّح للارتفاع مع انطلاق أشغال التصوير وعند مرحلة تقدّم أشغال هذا العمل الضخم· وقال عصماني في تصريح ل (أخبار اليوم) إنه يتمّ حاليا تحديد المواقع، القرى والمداشر التي سيتمّ فيها التصوير عبر ولايات الولاية الثالثة إبّان حرب التحرير الوطنية وهي كلّ من برج بوعريريج، سطيف، تيزي وزو، البويرة، بومرداس وبجاية، في حين سيشمل تصويره 21 ولاية من ولايات الوطن من شرقها إلى غربها ومن جنوبها إلى شمالها، معرّجة على أهمّ مواقع الثورة الجزائرية التي لم يستثن منها أيّ شبر من أرض الوطن· وذكر المخرج أن السلطات المحلّية وممثّلي المجتمع المدني ولجان القرى يشاركون وبفعالية في موضوع تحديد المواقع المؤهّلة لاحتضان أحداث الفيلم وستكون مسرحا لها، وفي هذا الصدد كشف أن 205 جمعية شبابية وثقافية مدّت يد العون في الولاية التاريخية الثالثة إلى جانب 150 لجنة قرية دون نسيان دور مصالح الأمن وفي مقدّمتها قوّات الجيش التي يتمّ الاستعانة بها في تحديد المواقع الكائنة، منها على وجه الخصوص في الأدغال وقلب الغابات، هذه الأخيرة التي لا يمكن استبعادها أو التصوير خارجها لأنها موقع هامّ يعدّ اللبنة الأساسية في بناء الثورة الجزائرية وحصنا منيعا لصناعها الذين لا تزال أسماؤهم محفورة من أحرف من ذهب في تاريخ الجزائر وسيشملهم التصوير الذي سيخلّد ذكراهم (كأسود هذا الوطن) ويحمل أعمالهم بالصوت والصورة للأجيال القادمة والعالم اجمع· وعن هذا العمل دائما ذكر (أحسن عصماني) أنه سيتمّ الاستعانة بما لا يقلّ عن 23 ألف وجه لتجسيده ممّن يؤدّون أدوار المجاهدين، المسبّلين والجيش الفرنسي، مشيرا إلى أنه سيتمّ استقدام ممثّلين أوروبيين لتمثيل دور القادة والعسكريين الفرنسيين، في حين يسند دور الضبّاط وغيرهم من الأوجه التي ستمثّل الجانب الفرنسي للأشخاص قريبي المظهر لهم. وعن نسبة تقدّم عمل اختيار المواقع أفاد نفس المتحدّث بأنها تقارب ال 40 بالمائة في كلّ من سطيف والبويرة و50 بالمائة في تيزي وزو، ومن المنتظر أن تنطلق في ال 13 من شهر نوفمبر القادم بولاية بومرداس. وعن انطلاق أشغال التصوير صرّح ذات المتحدث بأنه في انتظار رخصة المنظّمة الوطنية للمجاهدين وكذا وزارة الثقافة بموافقة اللّجنة المختصّة بإعداد السيناريو لكاتبه (أحسن عصماني)· هذا الأخير صرّح بأن الفيلم سيصوّر فصول الحقبة التاريخية الممتدّة بين 5 جويلية 1945 و5 جويلية 1962، وستكون مدّة الفيلم ساعتين ونصف تختصر فيها عقود من المعاناة والحرمان والتجاوزات الخطيرة الاستعمارية الممارسة في حقّ شعب أعزل على مراى العالم، وستكون ساعتين ونصف تمجيدا وتخليدا لرجال ضحّوا بالنّفس والنّفيس في سبيل استرجاع السيادة المهضومة والحرّية المسلوبة وتجسيد التفاف الشعب الجزائري حول الثورة ورجالها، وسيصوّر في 30 حلقة ستكون مادة خام تحفظ في أرشيف الوزارة الوصية للعودة إليها في وقت الحاجة·