يصور عبر 21 ولاية ويشارك في تجسيده 105 ألف شخص من المنتظر أن تنطلق أشغال تصوير الفيلم التاريخي "أسود الجزائر" خلال شهر نوفمبر القادم، هذا العمل السينمائي الضخم والأول من نوعه في تاريخ السينما الجزائرية اختيرت له 21 ولاية من ولايات الوطن لتصوير أكبر الأحداث وأعنف الثورات والمعارك الضارية التي قادها الثوار الجزائريون ضد المستعمر الفرنسي * كما سيتضمن هذا الفيلم الذي سيكون بمثابة مرجع تاريخي يتناول بالصوت والصورة، حقيقة المستعمر الفرنسي وبشاعة جرائمه المقترفة في حق الشعب الجزائري الأعزل، حيث أكد مخرج الفيلم السيد "أحسن عصماني" في تصريح ل "الشروق اليومي" أن هذا العمل جاء بعد سنتين من الأبحاث الميدانية من طرف فريق يتشكل من 15 عنصرا ضمنهم صحفيون، مؤرخون، تقنيون وغيرهم بالتنسيق مع منظمة أبناء الشهداء، وذلك لتجسيد تاريخ الولاية الثالثة، أماكن التصوير ستمس 21 ولاية سقط بها وارتوت أرضها بدماء شهداء وأبناء الولايات ال 48 التي تحصيها الجزائر. * وسيحاول الفريق المشرف على هذا العمل سرد وتصوير الحقائق التاريخية والصورة الإجرامية للمستعمر الفرنسي خلال ساعتين ونصف من الزمن، انطلاقا من سنة 1945 إلى غاية 1962، ولتقريب الصورة من الواقع المعاش في تلك الفترة ووضع الأجيال القادمة والفرنسيين أنفسهم في الواجهة واطلاعهم على ما اقترف في حق الجزائريين من طرف دولتهم، سيتم تجنيد ما لا يقل عن 105 ألف شخص سيمثلون الجيش الفرنسي، المدنيين، المجاهدين والثوار وغيرهم، ويتطلب هذا العمل التاريخي الهام تعاون جميع القطاعات ودعم الدولة بالإمكانات المادية والعتاد الحربي وغيرها من متطلبات تجسيد معاناة شعب ثائر في ظرف ساعتين ونصف من الزمن، وقدرت الميزانية الأولية للفيلم بما لا يقل عن مليار و225 مليون دينار، وتم الحصول على موافقة وزارة الثقافة على أن يستلم هذا العمل الضخم جاهزا إن سارت الأمور كما خطط لها في جويلية 2012، بعد 10 أشهر من التصوير. * وعن المراجع التي يستند إليها الفيلم، أكد نفس المتحدث أنه سيتم الاعتماد كثيرا على الشهادات الحية للمجاهدين والمسنين الذين عايشوا مرحلة التواجد الفرنسي في الجزائر، ما دامت السلطات الفرنسية متمسكة بعدم تسليم أرشيف الثورة للسلطات الجزائرية، وانطلقت خلال الأسبوع المنصرم عملية معاينة المواقع والقرى التاريخية التي احتضنت وأنجبت أسود الجزائر، ضمنها تلك التي أنجبت أسود جرجرة على غرار كل من كريم بلقاسم، عبان رمضان وأمثالهم كثر لا يحصون. * وأكد مخرج الفيلم أن هذا الأخير سيجسد جميع الرجال الثوار وصناع تاريخ الجزائر، وسيصور باللغتين الأمازيغية والعربية على أن يترجم للفرنسية والانجليزية لاحقا، ليكون بمثابة سفير سينمائي للثورة الجزائرية في المحافل الدولية، ويساعد في استرجاع حقوق شعب دفع خيرة أبنائه لاسترجاع سيادته.