أكد المخرج الجزائري حسن عصماني أنه مازال ينتظر موافقة لجنة القراءة على مستوى وزارة الثقافة ووزارة المجاهدين على سيناريو عمله السينمائي الجديد "أسود الجزائر" الذي يمجد الثورة التحريرية وتخليد أبطالها. وفي انتظار ذلك يقوم المخرج حسن عصماني بوضع اللمسات الأخيرة وتحديد المواقع التي سيتم فيها تصوير هذا العمل الثوري الضخم الذي يتطلب حسبه ميزانية كبيرة تشترط مساهمة أطراف عديدة على غرار وزارة الثقافة ووزارة المجاهدين بالإضافة إلى صندوق دعم السينما "فداتيك" وكذا التعاونية المغاربية والإفريقية للإنتاج السمعي البصري بذراع بن خدة (تيزي وزو) التي تساهم في إنتاج العمل ب1,26 مليار... وفي حديثه عن عمله كشف عصماني في تصريح خص به "المساء" أنه سيسعى إلى تقديم العمل في شكلين مختلفين أولا كفيلم سينمائي طويل، ثم كسلسلة تلفزيونية في أكثر من 30 حلقة، موضحا في سياق متصل أنه سيعود من خلاله "أسود الجزائر" إلى الثورة الجزائرية المجيدة حيث سيتناول حياة 11 شخصية قيادية في الولاية الثالثة التاريخية، إضافة إلى أخرى ثورية في مقدمتها المجاهد الفذ كريم بلقاسم وأعضاء اجتماع ال22 وكذا العقيد عميروش والحواس ومحند أولحاج...وغيرهم، مع رصد جانب من وقائع تاريخية هامة من بينها معركتا "الحوران" و"جبل ثامر" التي استشهد فيها السي الحواس وعميروش.. وحسب المخرج دائما فإن العمل سيتم تصويره في المناطق الحقيقية التي عاشت الحدث وبالضبط في منطقة "الحوران" بالقرب من "حمام الضلعة" التي كانت تابعة للولاية الثالثة التاريخية ومنطقة "جبل ثامر" بالقرب من منطقة "عين الملح" وهو المكان الذي وقعت به المعركتان واستشهد فيهما عقيدا الثورة عميروش قائد الولاية الثالثة وسي الحواس قائد الولاية السادسة التاريخيتين بالمكان المسمى عين غراب في مارس 1959. وفي السياق ذاته أشار عصماني أنه تعمد في كتابته لسيناريو العمل الذي سيجمع سبع ولايات من الوطن، إشراك كل من عايش المرحلة من قياديين ومجاهدين وعامة وكذا لجنة من المؤرخين والباحثين للتقرب قدر الإمكان من حقيقة ما وقع، الشيء الذي دفعه إلى التنقل إلى مختلف الولايات لاسيما ولاية المسيلة، بوسعادة، تيزي وزو .. من أجل عرض سيناريو الفيلم على مجاهدي المنطقة لقراءته وإثرائه وتدارك بعض نقائصه. وحسب أحسن عصماني دائما فإن عملية التصوير ستنطلق فور حصوله على الموافقة حول السيناريو واستجماع الميزانية الضرورية للإنجاز، كاشفا في سياق متصل أنه سيحرص على تنظيم ندوة صحفية للكشف عن كل حيثيات العمل الثوري الجديد. يشار إلى أن المخرج أحسن عصماني تخصص في أعمال سينمائية تتناول تاريخ الثورة الجزائرية حيث قام بإنتاج العديد من الأعمال التي صبت في هذا الاتجاه على غرار الفيلم الوثائقي "اندلاع ثورة نوفمبر" وفيلم "أبطال جرجرة يشهدون" و"هجمات 20 أوت 55 الحرية". كما حاز المخرج على "جائزة التسامح" عن فيلمه الوثائقي "روني فوتييه صديق الجزائر" في المهرجان السينمائي الإفريقي في مونتريال (كندا) العام 1999. ليضاف بذلك فيلم "أسود الجزائر" لموجة الأفلام الثورية التي تعرفها السينما الجزائرية منذ فترة والتي شهدت عودة سينما الثورة التي مكنت السينما الجزائرية في وقت من الأوقات من بلوغ قمة العالمية والوقوف على عديد المنابر الدولية، حيث تم إنجاز العديد من الأعمال التي اتخذت من الثورة الجزائرية وأبطالها موضوعا لها على غرار فيلم "مصطفى بن بولعيد" لأحمد راشدي الذي سعى إلى تقديم عمل آخر حول "كريم بلقاسم" لكنه رفض، "خراطيش قلواز" لمهدي شارف، "السكان الأصليون" أو"الاندجان" لرشيد بوشارب.