بعد أن فضّل الصّمت لمدّة تفوق الشهرين ها هو المدرّب نور الدين زكري يطلق العنان لسانه. ففي حديث خصّنا به صبيحة أمس، كشف لنا ابن مدينة باتنة أنه يتعرّض ل (الحفرة) من الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، وبعد أن استعصى عليه إيجاد فريق في نفس مكانة الأندية التي سبق وأن درّبها في الجزائر، قال: (سأراسل القاضي الأوّل في البلاد السيّد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ليضع حدّا لمن يريدون الإساءة إليّ)· كريم مادي كشف زكري في حديث مع (أخبار اليوم) أنه رفض العديد من العروض التونسية والمغربية وحتى الخليجية لا لشيء إلاّ حبّا في الجزائر وتماشيا مع نداء السيّد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي دعا الإطارات الجزائرية المتواجدة في المهجر للعودة إلى أرض الوطن للعمل وتلقين الجزائريين ما تعلّموه هناك، (فكيف لي يقول زكري أن أعود مجدّدا إلى خارج الوطن وأنا الذي لبّيت نداء السيّد الرئيس ورجعت إلى بلدي وكلّي أمل في أن أرفع من مستوى كرة القدم الجزائرية؟ وأنا الذي تعلّمت في إيطاليا أسس التدريب على يد كبار المدرّبين الإيطاليين والعالميين، لكن للأسف اصطدمت بواقع لم يكن يخطر ببالي إطلاقا)· ** "أبعدوني من الوفاق والمولودية ويطاردونني اليوم" زكري لم يكتف بكلّ هذا، بل أضاف يقول: (تصوّر بالرغم من النتائج الرّائعة التي حقّقتها مع وفاق سطيف وفي ظرف قياسي، إلاّ أن هناك من لم تعجبهم هذه النتائج فراحوا يكيدون لي من أجل إبعادي من تدريب الوفاق، فالعمل الذي قمت به في الوفاق لم يقم به أيّ مدرّب آخر، وأنا سعيد بما حقّقته في هذا الفريق، لكن سرّار أرغموه على إقالتي دون حجّة دامغة·ونفس الأشخاص واصلوا مطاردتي في فريق مولودية الجزائر، فرغم الظروف التي جئت فيها إلى هذا الفريق إلاّ أنني تمكّنت بفضل حنكتي وعملي المهني الاحترافي من أن أضع قطار المولودية على السكّة الصحيحة، حيث أنقذت الفريق من النّزول وأهّلته إلى دور المجموعات لرابطة أبطال إفريقيا، لكن أيادي هؤلاء كانت وراء إبعادي من المولودية، وهي نفس الأيادي التي تريد أن تبعدني من وطني العزيز الجزائر)· ** "حسبي اللّه ونِعم الوكيل" لكن من تكون هذه الأيادي التي تطارد زكري؟ ومن هي التي تحاول عودته إلى بلاد المهجر؟ زكري يجيب قائلا: (حسبي اللّه ونِعم الوكيل في محمد روراوة فهو الذي يقف وراء متاعبي في الجزائر، ولن أغفر له طالما أنني على قيد الحياة· لكن الذي يجب أن أقوله لكم هو أنني سأشكو حالي ومتاعبي إلى السيّد رئيس الجمهورية، وأنا على يقين من أنه لن يسكت على المكيدة التي تدبّر لي في الخفاء والعلن بإرغامي على العودة من حيث قدمت، وهو الذي قال وما يزال يقول: أبواب الجزائر مفتوحة لجميع أبنائها"· زكري كشف في حديثه هذا أنه رفض تولّي تدريب العديد من الأندية الجزائرية، ليس تكبّرا على هذه الأندية التي تنشط غالبيتها ضمن الدوري الثاني (لكن لأن طموحي هو الإشراف على فرق لديها طموحات قارّية، على غرار اتحاد العاصمة)· ** "لم أتلقّ أيّ عرض من اتحاد العاصمة" أمّا بخصوص ما تداولته أمس بعض الصحف الجزائرية عن نيّة إدارة اتحاد العاصمة في إسناد مهمّة تدريب الفريق إلى المدرّب نور الدين زكري خلفا للمدرّب المستقيل الفرنسي هيرفي رونار، أجاب زكري قائلا: (يشرّفني تولّي تدريب اتحاد الجزائر كونه فريق كبير ولديه مشروع طموح يتمثّل في تكوين فريق تنافسي على المستوى القاري، لكن إلى حدّ اللّحظة أيّ منتصف نهار أمس لم أتلقّ أيّ عرض من إدارة هذا الفريق. لكن لا أظنّ أن إدارة هذا الفريق ستعرض فكرة تولّي تدريب فريقهم عليّ طالما أنني مطارد من شخص الجميع يعرفونه ولا داعي لذكر اسمه)· ** "بيني وبين إدارة المولودية العدالة" أمّا بخصوص فريقه السابق مولودية الجزائر، قال زكري: (الحمد للّه تركت بصماتي في هذا الفريق ويكفيني شرفا أنني كنت وراء نجاته من النّزول الموسم الماضي إلى الدرجة الثانية، كما كنت وراء تأهّله إلى دور المجموعات. لكن ورغم هذه النتائج تمّت إقالتي بطريقة غير مشرّفة من طرف أشخاص لا علاقة لهم لا بكرة القدم ولا بالفريق، والمؤسف حقّا أن هؤلاء أكلوا حقّي، فإلى حدّ الآن لم أحصل على راتب شهرين من العمل، وبعد أن تأكّد لي أن عمر غريب شأنه شأن رئيس الفريق بوهراوة يرفضان ملاقاتي، بل يرفضان حتى الردّ على مكالماتي الهاتفية قرّرت دفع الشيك الذي كان بحوزتي، وبعد أن عاد إليّ دون رصيد هناك مهلة عشرين يوما ستنتهي قريبا، وسيجد بوهراوة نفسه أمام العدالة، فلن أسكت عن عرق جبيني)·