من المرتقب أن يستجوب مجلس قضاء العاصمة في ال 27 من الشهر الجاري في جلسة خاصّة 12 إطارا من مجمّع الحليب (جيبلي) الكائن مقرّه بحسين داي فيما يخصّ قضية إبرام صفقات مخالفة للتشريع، اختلاس أموال عمومية والمشاركة، التصريح الكاذب وعدم الإبلاغ، بعدما تسبّبوا في ثغرة مالية قدّرت بقرابة 300 مليار سنتيم في صفقات غير مطابقة للقانون مع مموّلين أجانب· تخصّ التّهمة الموجّهة لهؤلاء صفقات مشبوهة أبرمت مع شركات أجنبية كبّدت خسارة فاقت 300 مليار سنتيم· وكان ديوان الحليب بغرب البلاد اختار شركة جزائرية ألمانيا لتركيب المعدّات تحت إشراف شركة (الفالافال) وتمّ البدء فيه بتركيب الآلات خلال شهر أكتوبر 1995 وركّبت منها 50 بالمائة فقط، لكنه لم يتمّ توقيع أيّ محاضر تخصّ الأعمال المنجزة ولم تتلقّ الشركة كامل مستحقّاتها· ومن خلال التحرّيات في القضية التي تحرّكت بموجب إرسالية مؤرّخة في 24 ماي 2005 من طرف السيّد وكيل الجمهورية لدى محكمة حسين داي موجّهة إلى فرقة الشرطة الاقتصادية والمالية بأمن ولاية الجزائر من أجل التحرّي والاستعلام بخصوص مجمّع الحليب (جيبلي) الكائن مقرّه بحسين داي باعتباره شركة وطنية ذات أسهم تتضمّن 19 شركة إنتاجية للحليب ومشتقّاته موزّعة عبر التراب الوطني، بما في ذلك شركة (ميلك ترايد) التي تقوم باستيراد المادة الأوّلية للحليب، فقد تمّ التوصّل إلى أن عدّة عمليات الاستيراد من أجانب راح ضحّيتها مجمّع الحليب بالغرب بمبالغ هامّة، كما هو حال المموّن الفرنسي (باتيك) الذي تمكّن من سحب ضمانات بنكية مقدّرة ب 400 ألف دولار رغم عدم التزامه بتموين المجمّع ب 2300 طنّ من المادة الأوّلية للحليب، كما اتّضح أن المموّن السويسري (كومنتير) لم يتمّ تبليغه بالحكم القضائي الصادر ضده بتعويض مجمّع الحليب ب 2.5 مليون دولار بعدة تموينه بمادة فاسدة· أمّا المموّن الصربي (أكو برودكت) فكان تملّص من إيداع الضمانات البنكية المقدّرة ب 1.2 مليون دولار بعد تعاقده مع المجمّع لتموينه ب 6 آلاف طنّ من المادة الأوّلية· وقد شهد الديوان الوطني للحليب ومشتقّاته عدّة تجاوزات خطيرة المتّهم فيها كلّ من المدير العام للديوان الوطني بالغرب خلال سنة 1997، والذي تكلّف بعدها بتصفية الديوان، ورئيس المدير العام لشركة إنتاج الحليب بعنابة فترة 1998 2002، والذي صرّح بأنه وجد الوحدة في حالة مالية سيّئة وكانت خسارتها 210 مليار سنتيم شهريا فقام بإجراء إصلاحات، ورئيس مديرين لمجمّع الحليب الكائن مقرّه بحسين داي·