تّعرف المرأة الجزائرية باستعمالها الواسع لمادة الثوم لاسيما في الأطباق الرمضانية التي تحتاج إلى الثوم بكميات متزايدة لاسيما وانه يضفي نكهة على مختلف الأطباق، إلا أن السعر الذي يتداول عليه في هذه الآونة جعل اغلب النسوة في ورطة كونهن يسعين إلى توفير تلك المادة بكميات متزايدة إلا أن سعرها حال دون ذلك كون انه وصل إلى حدود قياسية فبعد أن كان يتداول ب400 دينار وهو السعر الذي كان يراه الكل باهظا قفز إلى 600 دينار مرة واحدة حتى على مستوى الأسواق الشعبية التي يفر إليها المواطنون بحثا عن بخس الأثمان فحتى الثوم لم يسلم من الزيادات وطاله الارتفاع قبيل رمضان مما ينبئ عن قدور رمضانية خالية من تلك المادة الأساسية. تشهد مادة الثوم في الجزائر واقعا ممزوجا بين الغلاء والندرة، على نحو ارتفع معها سعر هذه البصيلة الرائجة في الجزائر، وحرم المستهلكين من اقتناء ما يحتاجونه من كميات، في واقع يربطه الشارع بالمضاربة، فيما يراه التجار محصلة منطقية لضعف الإنتاج. ويؤكد رواد الأسواق في عدد من المناطق الجزائرية، أن سعره بلغ مستويات خيالية وصل إلى حد 550 و600 دينار وهو سعر باهظ يمثل أضعاف السعر الذي بيع به الثوم خلال مواسم منقضية، ما جعل قطاعا واسعا من المستهلكين يجدون صعوبات حقيقية في اقتناء الكمية اللازمة من الثوم، علما أنّ الأخير يُراهن كثيرون على شرائه عادة في الصيف، نظرا لغلائه وندرته في موسمي الخريف والشتاء. واستغرب الكل من القفزة النوعية التي عرفتها أسعار الثوم في هذه الصائفة التي لم ينزل فيها سعره حتى بعد جنيه عن 250 دينار وهي الفترة التي كانت تتهافت فيها النسوة على تخزينه وتجفيفه بالشرفات من اجل استعماله في كامل السنة، إلا أنّ آلة المضاربة حالت دون ذلك ولم تستثن مادة موسمية مثل الثوم الذي تقوم اغلب النسوة بتخزينه صيف كل عام تحسبا لإحياء ما يُعرف "العولة التقليدية" لاستخدامه في الأطباق الجزائرية التي تعتمد كثرا على تلك المادة الضرورية. وبذلك وقعت جل النسوة في هذه الأيام في ورطة توفير الثوم كمادة أساسية لاسيما في الأطباق الرمضانية التي تغيب عنها النكهة بغيابه على غرار المثوم، طاجين الزيتون، الدولمة، شطيطحة لحم وغيرها من الأطباق الضرورية التي تستوجب حضور الثوم كنوع من التوابل الأساسية فيها، إلا أن غلاء سعره في هذه الأيام لم يمكن معظم النسوة من اقتنائه وهن اللواتي كن يجلبنه بكميات مضاعفة لتخزينه واستعماله في كامل العام فحتى على مستوى الأسواق الشعبية المنتشرة عبر العاصمة تداول بأسعار خيالية. اقتربنا من بعض النسوة لرصد أرائهن فقالت زينب: يبدو انه بعد أزمة الليمون الذي عرفها رمضان السنة الماضية والذي وصل إلى أثمان باهظة نكون في هذه السنة في مواجهة أزمة الثوم الذي سوف يغيب عن بعض المطابخ بالنظر إلى أسعاره جد المرتفعة والتي لم تكن متوقعة فمن 250 دينار إلى 400 دينار، إلى 600 دينار قبيل رمضان. وأضافت أنها أجبرت على جلب كمية منه لكي تستعملها بطريقة عقلانية فاستعمال حبة واحدة سنحسب له ألف حساب بالنظر إلى غلائه الفاحش لاسيما وان الأطباق الرمضانية تحتاج إلى حضور تلك المادة الضرورية فلا نكهة للأطباق بدونها. ومن النسوة من اهتدين إلى مسحوق الثوم المستورد كحل بديل وكلهن ترصد لانخفاض أسعاره التي تبقى أمرا مستبعدا ذلك ما أكده اغلب التجار لاسيما مع بداية انقضاء موسمه.