التحليل الديموغرافي لوفود الحجاج القادمين إلى مكة من شتى بقاع العالم, يؤكد اتساع رقعة، وزيادة عدد المسلمين حول العالم, ممن يحدوهم الشوق كل عام لزيارة الأماكن المقدسة، وأداء فريضة الحج, التي يقومون بتدبير نفقاتها على مدار سنوات، منتظرين أن يُكحِّلوا عيونهم بالنظر إلى بيت الله الحرام, بينما يُحرم آخرون بسبب الأزمات الاقتصادية. "إن الحج هو الأمل الأكبر في حياتي، ولكني لم أستطع تحمل نفقات الرحلة في الماضي لأسباب مادية", كلمات عبر بها مازوهونجيوا (66 عاما) عن شوقه وعزمه لأداء فريضة الحج، ضمن وفد صيني قوامه 13800، من المتوقع أن يكتب لهم الحج هذا العام. وللتعبير عن شوقه للحج وانتظاره لسنوات, بسبب الفاقة, يضيف مازوهونجيوا: "في الصين, اعتاد المسلمون أن يجمعوا جميع مدخراتهم السنوية ومنحها لأكبرنا سنا في العائلة كي يؤدي فريضة الحج، وفي هذا العام كان دوري، ولا أستطيع أن أصف لك مدى سعادتي باختياري أخيرا وبعد طول انتظار". جدير بالذكر أن أعداد الحجاج الصينيين تتزايد عاما بعد الآخر, حيث أفاد لي يوشان, مسؤول مكتب الشؤون الدينية عدد الحجاج بمنطقة نينجشيا ذاتية الحكم بارتفاع العدد هذا العام ليبلغ 2656 حاجا, كما وصل عدد الحجاج في شمال غرب الصين من مقاطعة تشينغهاي إلى 1967 حاج, وكذلك بقية المناطق التي يقطنها عشرون مليون مسلم يتمركزون وفقا للإحصائيات الرسمية في مقاطعات تشينجهاي وقانسو ويوننان ومنطقة نينجشيا ومنطقة شينغ يانغ الويغورية ذاتية الحكم، أو تركستان الشرقية. وفي البرازيل, قام اتحاد المؤسسات الإسلامية بالاستعداد لفريضة الحج, بغية تمكين المتشوقين من المسلمين البرازيليين, وبخاصة المعتنقين الجدد للإسلام من أداء هذه الفريضة، وقد ذكر الشيخ خالد تقي الدين مدير الشؤون الإسلامية بالاتحاد أن الحجاج يمثلون شرائح مختلفة من أبناء المسلمين وأن ثلث الحجاج من البرازيليين الذين اعتنقوا الإسلام مؤخرا، ويتوزعون على 7 ولايات. وبرغم أن المسلمين في أوغندا يشاطرون مسلمي العالم شوقهم للبقاع المقدسة, فقد اضطر الانهيار الاقتصادي الحالي العديد من الحجاج الأوغنديين إلى تأجيل رحلتهم إلى المدينتين المقدستين مكةالمكرمة والمدينة المنورة بعد أن فشلوا في تدبير نفقات سفرهم, وبعد أن كان من المقرر سفر ما لا يقل عن 1500 مسلم لزيارة الأماكن المقدسة هذا العام من مختلف أنحاء أوغندا, اقتصر العدد على 866 فحسب. من جانبه قال أحمد لوبيغو, مدير وكالة التأشيرات للمسلمين: "إن العديد من المسلمين في أوغندا لن يتمكنوا من الذهاب للحج هذا العام بسبب الوضع الاقتصادي الحالي في البلاد", وهذا ما أوضحه منصور موتيكانغا, مقيم في مدينة نماسوبا قائلا: "لم أتمكن من تدبير سوى نصف التكاليف من أجل تنفيذ خطتي لأداء مناسك الحج هذا العام إلا أن الصعوبات المالية ستعوقني عن ذلك, إنه أمر مؤسف للغاية, لكنني أدعو الله أن يمكنني من تحقيق حلمي في العام القادم". أما حكومة إندونيسيا فقد حرصت منذ البداية على توفير خدمة جيدة لتلبية حاجة الحجاج الإندونيسيين, سواء وسائل النقل أو الغذاء, وهذا ما أكده الحاج النووي (62), من مدينة أوتارا (جنوب جاكرتا), قائلا: "منذ اليوم الأول من وصولي إلى مكة، تحرص حكومة مقاطعة جاكرتا على توزيع وجبات مجانية للحجاج, وهذا مجهود نشكرهم عليهم أنا وعائلتي التي قدمت معي لأداء فريضة الحج". أما السيدة مرديا (60 عاما), من مدينة سيلينكينغ (شمال جاكرتا)، فقالت، بعد أن وجهت الشكر للحكومة الإندونيسية: إنها ظلت طوال عشر سنوات توفر نفقات ذهابها للحج, معربة عن شوقها لزيارة الأماكن المقدسة منذ قرابة عشرة أعوام. كما قال مارا أولوان سيريغار, عضو مساعد في جمعية رعاية الحجاج: "توجد بين الحجاج الإندونيسيين عاطفة قوية لرؤية الأماكن المقدسة سواء الذين ذهبوا من قبل أو الذين يحجون للمرة الأولى".