يشارك الكثير من الأطفال آباءهم وإخوانهم، لحظات ذبح الخروف خلال عيد الأضحى المبارك، بل ويحرص بعض الآباء على جعل أبنائهم يحضرون العلمية من بدايتها إلى نهايتها، فيما أن الأخصائيين النفسانيين يؤكدون أن مشهد ذبح خروف العيد، أمام بعض الأطفال قد يؤثر سلبيا على نفسيتهم وذلك بسبب تعلقهم بالخروف الذي يرون فيه صديقا لهم، وقد يذهب بعض الأطفال بسبب صغر سنهم وعدم إدراكهم لبعض الأمور بعد إلى الإضراب عن أكل لحم الخروف والانخراط في البكاء لأجله· ومن أجل تجنب حصول مثل هذه الأمور لدى أطفالنا، يوصي الأخصائيون في علم النفس الأولياء بالتكفل بمهمة التحضير النفساني للطفل قبل بضعة أيام من حلول العيد خاصة إذا كان الطفل قد أمضى فترة زمنية طويلة نسبيا رفقة الخروف تكون كفيلة بجعل الصغير يتعلق بالخروف ويعتبره بمثابة الصديق، ولهذا السبب بالذات قد يتأثر الطفل بمشهد ذبح الخروف في بعض الأحيان· وتتمثل مهمة الآباء في التحدث إلى صغارهم مسبقا وإقناعهم بأن ذلك الخروف جعل ليذبح، ويضيف النفسانيون أن هذه المناسبة تعتبر إيجابية بالنسبة للطفل وتساعده على تكوين شخصيته وذلك لكونها تتيح له الفرصة ليفهم أن الفراق هو إحدى سنن الحياة، ويبقى أهم ما في هذه المناسبة هو اجتماع العائلة حول الطفل الصغير مما يمكنه من عيش جو من الانشراح والفرحة عموما· ويقول عدد من المختصين النفسانيين، إن الأطفال ممن هم دون سن 6 سنوات يفترض أن لا يشاهدوا مثل هذه المناظر والتي تخزّن في داخلهم على أنها نوع من أنواع العنف، وقد تكون لها تأثيرات واضحة على الطفل وسلوكه في المستقبل، خاصة وأن الطفل في هذه المرحلة لا يميّز بين الصحيح والخطأ، فمن الممكن أن يخزّن الصور التي يراها في الذبح دون أن تتوافق مع المعايير الأخلاقية والقيمية السليمة، ويؤكد هؤلاء على ضرورة تجنيب الأطفال رؤية عملية الذبح التي تؤثر سلباً على نفسية الطفل في مراحل متقدمة من عمره، خاصة وأن الطفل ينظر بصورة مجردة للذبح في كونه عبارة عن اعتداء رجل على دابة، دون أن يفرق بين الدابة وأي شخص آخر· هذا وجدير بالذكر، أن العديد من الدراسات والبحوث الحديثة الصادرة من المنظمات العالمية المهتمة بصحة الطفل النفسية، أظهرت أن الأطفال هم الضحايا الأكثر استجابة للضغوط والأسرع سقوطاً لمشاهد العنف وهدر الدماء، كون التجارب المروعة التي يمرون بها من الممكن أن تدمر وجودهم الداخلي، وتسلبهم الإحساس بالأمن والثقة بالنفس والاطمئنان، ولذلك فعلى الأولياء الانتباه جيدا، وعدم إجبار أبنائهم لا سيما الصغار جدا في السن على حضور ورؤية عملية نحر خروف العيد وتهيئتهم النفسية لأجل ذلك·