أعادت الجمعية المسرحية محفوظ طواهري لمدينة مليانة بولاية عين الدفلى الدفء إلى الخشبة بأهم الأعمال المنجزة وقد استقطبت في هذه التظاهرة الفنية الخالدة بمناسبة مرور 21 سنة على تأسيسها أبرز الوجوه الفنية والمسرحية التي رافقت مشوار هذه الجمعية التي نهلت من فن عمالقة المسرح منذ بداية الستينات، كما ترحمت على أرواح الذين وضعوا بصمة لوجودها· واستنادا إلى سمير بمعد رئيس الجمعية الذي أشاد بالمسيرة الخالدة رغم الإمكانيات المادية التي كانت تواجهها كما قال في البداية رغم امتلاك عناصر الفرقة للخبرة اللازمة باعتبار قد سبق وأن نهلوا من معين عمالقة الفن الرابع بمليانة على غرار الشهيد محفوظ الطواهري وغيرهم، وتكمن الصعوبات على حد تعبيره في تنقل أعضاء الجمعية إلى دول الخارج لتمثيل الجزائر على غرار رحلة كراكاس بفنزويلا التي كلفتنا مبالغ مالية باهضة في سنة 1998 أين دفع كل شخص ماقيمته 8 ملايين سنتيم لتذكرة الطائرة دون حساب المصاريف الأخرى من أجل فقط تمثيل البلاد على حد تعبيره، إلى جانب مشاركات أخرى كالقاهرة وقرطاج بأعمال جادة حصدت جوائز مشجعة خارج الوطن وبداخله، مضيفا أنه على مدار السنوات الأولى حصدت جمعية محفوظ طواهري عديد الجوائز في مهرجان مستغانم وهو مؤشر إيجابي على المكانة التي كانت تحتلها الجمعية في سياق المسارح الموجودة آنذاك· كما حظيت الجمعية خلال مسيرتها بسلسلة من التكريمات كان آخرها التكريم الذي حظي به العرض المسرحي الموسوم ب(انونتغون)، في إطار جوائز مهرجان مسرح الهواة بمستغانم، وهي مسرحية مقتبسة من الأسطورة اليونانية التي تجسّد حكاية الملك (كريون) ملك طيبة، وقدمت في إطار إخراجي مميز، واستطاع أن يحوز العمل على أربع جوائز في تلك التظاهرة· وقد شاركت الفرقة، خلال هذه المدة، في أزيد من عشرين تظاهرة مسرحية داخل الوطن، أهمها مهرجان مسرح الهواة بمستغانم سنة 1992، بمسرحية (بيت النار)، المهرجان الدولي للمسرح التجريبي بالقاهرة سنة 1993، وسنة بعد ذلك شاركت بنفس التظاهرة بتونس· مشوار الفرقة الذي ناهز العشرين سنة من العمل، كُلّل بعدة جوائز، أهمها الجائزة الكبرى لأحسن عرض متكامل عن مسرحية (بيت النار)، والجائزة الكبرى عن مسرحية (الملك يموت)· وقد توجت هذه المسيرة بمناسبة الذكرى ال21 لتأسيسها عدة عروض للصغار كمسرحية (الشجرة والصندوق)، وعرضا كوريغرافيا خاصا بالكبار، وتتمثل في مجموعة من العروض المسرحية منها (البرجوازي)، (بيت النار)، (المسار) ومسرحية (القضية)، وهو عمل مسرحي مقتبس عن قصة المحاكمة للكاتب الفلسطيني يوسف جاد الحق، صاحب روايات (محرقة غزة ونهاية الأسطورة)، (الأرض ترفض الجثث)، و(قبل الرحيل)، وهو العمل الأدبي الذي وافق الكاتب على اقتباسه بصدر رحب، مؤكدا للفرقة اعتزازه بتجسيد العمل المسرحي من قِبل مواهب جزائرية· ويأمل أعضاء الجمعية وفق ما أكده السيد سمير بمعد إعادة بعث الأيام المسرحية بمدينة مليانة وإنجاز واستكمال بعض الأعمال المتوقفة بعد ما وافقت وزارة الثقافة على تمويل المشاريع المسرحية·