تحضر الشبكة الجزائرية للدفاع عن حقوق الطفل ''ندى'' لإطلاق مشروعها الثاني مع بداية الدخول المدرسي القادم يهدف إلى كبح جماح العنف الذي يتربص بأطفال يكبرون في أوساط عائلية محفوفة بالصراعات، ويعانون من افتقار الكبار للغة الحوار. ويعد المشروع ثمرة لمشروع ''نحن في الاستماع'' الذي انطلق منذ سنة، والذي أسفر عن استقبال 4 آلاف مكالمة عبر الرقم الأخضر، ومعالجة 220 حالة مختلفة. تمحور المشروع الأول ''جميعا لمحاربة العنف ضد الأطفال'' -حسب تصريح لرئيس شبكة ندى السيد عبد الرحمان عرعار خص به ''الحوار ''- حول مشكل العنف وظاهرة اتخاذ الأطفال للعنف كوسيلة لحل مشاكلهم غايته إكساب هذه الفئة مهارات الحوار، التشاور والمشاركة في صنع القرار. ويتابع مسؤول الشبكة أن المشروع الذي تم إعداده من طرف خبراء يعملون في مؤسسات تربوية، يقوم على اختيار مجموعة من الأطفال والمنشطين ليتم إشراكهم في وضع البرنامج المتعلق بمكافحة العنف، كما سيتم من خلاله تكوين منشطين جمعويين وآخرين ينتمون إلى قطاع التربية بغية تحسيس التلاميذ حول مشكل العنف. ويرتقب أن يسمح المشروع بتناول مواضيع حول حقوق الطفل والمواطنة كل أسبوعين، إضافة إلى القيام بأنشطة لها علاقة بموضوع الطفل في محطات ثقافية، اجتماعية وتربوية. أما المشروع الثاني فيتعلق بإنشاء مركز التحسيس والتوعية حول حقوق الطفل على مستوى العاصمة لترسيخ ثقافة حقوق الطفل في الجزائر من خلال تنظيم ورشات الرسم، المسرح والموسيقى لفائدة كل طفل تكفلت به شبكة ندى، وجاء المشروع حسب رئيسها بناء على نتائج برنامج ''نحن في الاستماع'' الذي أظهر أن معظم مشاكل الطفل ناجمة عن العنف الذي يرتبط بالتصدع الأسري وبعض المشاكل الاجتماعية كأزمة السكن التي تفتح أبواب الانحراف أمام الصغار، مما يعني أن كلا المشروعين يلتقيان في ترقية حقوق الطفل في الجزائر وتهيئة الأرضية لإصدار قوانين جديدة تحمي الطفل من كافة المشاكل والمخاطر التي تتربص به في حياته اليومية. وعن طبيعة هذه المشاكل يبرز محدثنا أن برنامج ''نحن في الاستماع'' الذي يتمثل في خلية استماع وضعتها الشبكة في أواخر أفريل 2008 بحضور المشاركين في هذا المشروع، أسفر عن استقبال 4 آلاف مكالمة استنادا لتقرير نصف سنوي أعدته الشبكة في ديسمبر من السنة المنصرمة، حيث كشف هذا الأخير أن معظم الحالات تتعلق بالعنف الذي يتعرض له الطفل بصفة ملحوظة، فمن مجموع 220 حالة تمت معالجتها، سجلت الشبكة 150 حالة نفسانية، و30 حالة قضائية، إلى جانب 40 حالة أخرى مختلفة، علما أن الضحايا في الغالب أطفال ينتمون إلى آباء منفصلين أو يتامى يعانون من سوء المعاملة والاعتداءات الجسدية، المعنوية والجنسية. خطوة نحو إبعاد العنف عن المدرسة تسعى شبكة ندى منذ نشأتها سنة 2004 إلى نقل هموم الصغار ومعاناتهم من الأسرة والشارع والمؤسسات التربوية إلى خلية الإصغاء التابعة لها، والتي تضم أخصائيين نفسانيين واجتماعيين، مما تمخض عنه التحضير لإطلاق مشروعين من خلال وضع برامج عمل لإزالة الأسباب التي تحول دون تمتع الأطفال بحقوقهم والعيش في بيئة آمنة تحميهم من خطر الانحراف. وخلال تجربة قصيرة لا يتعدى عمرها سنة سجلت الشبكة ما يربو عن 7342 اتصال لمختلف الحالات، منها 335 ملف معالج وفي طريقها إلى الحل، و55 ملفا آخر قدم أمام العدالة، وكذلك 210 حالة تم التكفل النفسي بها. وبالموازاة تم التكفل النفسي الاجتماعي بحوالي 70 حالة، واستطاعت الشبكة أن تحدد صورة حقيقية عن الواقع المرير للطفولة والتعنيف الذي تتعرض له، حسب ما أكده رئيسها عبد الرحمان عرعار، وبالتالي إعادة تأهيل ميكانيزماتها ووسائلها للتكفل بالطفل والخروج بمطالب عاجلة، يجب النظر فيها بجدية بالتنسيق مع السلطات العمومية. وتوصلت الشبكة من خلال برنامجها، إلى أن الاستماع والتوجيه والمرافقة والتضامن والإعلام، هي أكثر الوسائل نجاعة لعلاج الإحباط الذي يمر به الطفل المعنف وأسرته، وضرورة إثراء التشريعات القضائية الخاصة بالكشف عن حالات العنف، وكذا إنشاء فرقة المحامين المختصين في الدفاع عن حقوق الطفل على مستوى المحاكم. وأكد رئيس الشبكة عبد الرحمان عرعار عن نية الشبكة في توسيع مجال عملها خلال العام الجاري إلى تغطية ولايات أخرى من التراب الوطني.