قالت مصادر أمنية واستخبارية أمريكية إن المكالمة التي أجرتها العميلة الروسية آنا تشابمان في 26 جوان مع والدها بموسكو، هي التي دفعت إدارة الرئيس باراك أوباما إلى التعجيل في القبض على الروس التسعة في اليوم التالي. وقالت صحيفة واشنطن بوست إن تشابمان التي كانت تخضع للمراقبة الأمريكية قد أعربت لوالدها عن شكوكها بإمكانية الكشف عن أمرها. وأشارت إلى أن التخطيط الأمريكي قد بدأ في منتصف جوان لاعتقال أربعة أزواج كانوا تحت رقابة مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) على مدى أربع سنوات، إضافة إلى تشابمان ومواطن روسي كان يقيم بصورة غير شرعية في الولايات المتحدة يدعى ميخائيل سيمينوف الذي وصل أمريكا قبل أربعة أشهر. وكان جزء من الخطة ينطوي على إفساح المجال أمام تشابمان وسيمينوف للقيام ببعض الأعمال كي يدانا بأكثر من مجرد القيام باتصالات سرية مع مسؤولين روس. ولكن مكالمة تشابمان مع موسكو بعد لقاء مقلق مع مخبر إف بي آي جاءت عشية رحلة كانت مقررة لأحد الروس ويدعى ريتشارد ميرفي الذي كان يعتزم التوجه إلى موسكو اليوم التالي للتشاور مع مسؤوليه في مركز موسكو للمخابرات، وهو مقر وكالة المخابرات الأجنبية. غير أن خشية المخابرات الأمريكية من عدم عودة ميرفي بناء على شكوك تشابمان، والاحتمال بتنبيه موسكو لعملاء آخرين للفرار من أمريكا أو اللجوء إلى ملاذ دبلوماسي آمن، دفعا المخابرات الأمريكية للتعجيل في عملية الاعتقال. وعزت واشنطن بوست تنامي شكوك تشابمان إلى جملة من الأسباب، منها أن مخبر إف بي آي طلب منها في بداية مكالمته في 26 جوان التوجه إلى نيويورك من كونيكتيكت، حيث كانت تقضي عطلتها الأسبوعية، وكانت اجتماعاتها تتم حتى ذلك الحين أيام الأربعاء ولم تكن وجها لوجه، وكان يتم تمرير المعلومات عبر شبكات حاسوب خاصة ومشفرة. وكان مخبر إف بي آي قد قدم نفسه على أنه روسي هي تعلم بأنه مسؤول، ولكن عندما التقت به اتضح أنه ليس ذلك الشخص وفقا لمصدر مطلع على هذه القضية. وازدادت مخاوف تشابمان عندما طلب »رومان« _وهو الاسم المستعار الذي استخدمه المخبر الأمريكي- منها القيام بمهمة لا تتوقع أن يطلبها رؤساؤها في مركز موسكو، وهي نقل جواز سفر مزور وجها لوجه لعميل روسي آخر. فبعد هذا اللقاء ابتاعت تشابمان هاتفا خلويا جديدا وبطاقتين دوليتين وأجرت مكالمتين، واحدة مع والدها المتقاعد من المخابرات الروسية وأخرى مع صديقها بنيويورك، ونصحاها بعدم القيام بهذه المهمة. وزاد والدها على ذلك بأن تتوجه إلى شرطة نيويورك كي تبلغهم بما جرى، وهو ما فعلته، حيث ألقى مسؤولو إف بي آي عليها بعض الأسئلة.