أكدت مصادر أميركية رسمية أن الجواسيس الروس لم يشكلوا خطرا كبيرا على الأمن القومي، ولم ينجحوا في الحصول على أي أسرار هامة رغم وجودهم داخل الولاياتالمتحدة مدة طويلة. فقد أوضح المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس أن الأفراد المتورطين في خلية التجسس الروسية كانوا تحت المراقبة مدة طويلة، ولم ينجحوا في الحصول على أي وثائق أو أسرار تمس الأمن الأميركي رغم محاولاتهم المتكررة. ولفت غيبس -الذي كان يتحدث في برنامج تلفزيوني أمس الأول- إلى أن اتفاق تبادل الجواسيس بين واشنطنوموسكو يمثل نجاحا كبيرا للأجهزة الأمنية الأميركية ويأتي في إطار تعزيز العلاقات بين البلدين. وأضاف أن الطرفين حققا العديد من الإنجازات على صعيد التعاون الثنائي كان آخرها المحادثات الاقتصادية بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره الروسي ديمتري ميدفيديف، والاتفاق على اتفاقية "سولت الجديدة" لخفض الأسلحة الإستراتيجية التي سينظر فيها الكونغرس قريبا. ومن جهته قال النائب العام الأميركي إيريك هولدر أن الجواسيس العشرة كانوا يشكلون خطرا محتملا وإن كان محدودا على الأمن القومي، ولفت إلى أن أعضاء الخلية النائمة تلقوا مئات الآلاف من الدولارات من روسيا التي كانت تعتبرهم مصدرا هاما لجمع المعلومات. ودافع هولدر عن قرار إدارة الرئيس أوباما إجراء صفقة تبادل مع روسيا سمحت بعودة الجواسيس إلى موسكو مقابل الإفراج عن أربعة متهمين بالتجسس لصالح الغرب، معتبرا أن هذا الاتفاق منح الولاياتالمتحدة فرصة استعادة أشخاص مهمين بالنسبة لها. ومن جهة أخرى كشفت صحيفة واشنطن بوست في عددها الصادر أول أمس أن مكالمة أحد أفراد خلية التجسس مع موسكو هي التي دفعت بالأجهزة الأمنية الأميركية للتعجيل في اعتقال الشبكة. ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني أميركي لم تحدد هويته قوله إن الجاسوسة آنا تشابمان أجرت اتصالا مع والدها في موسكو يوم السادس والعشرين من الشهر الماضي أبلغته فيها بأنها أصبحت مكشوفة قبل الأمن الأميركي، وأشار المصدر إلى أن والد تشابمان كان ضابطا سابقا في جهاز الاستخبارات السوفياتية "كي جي بي" لكنه يعمل حاليا في وزارة الخارجية الروسية. ووفقا لما ذكرته صحيفة واشنطن بوست فإن السلطات الأمنية الأميركية بدأت التخطيط لاعتقال الخلية التي كانت قيد المراقبة من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" منذ منتصف ماي الماضي. وتضمنت الخطة دفع آنا تشابمان وروسي آخر يدعى سيمونوف -مقيم في الولاياتالمتحدة بطريقة غير شرعية منذ عدة أشهر- للقيام بتصرفات محددة تمهد لاتهامهم بأكثر من مجرد الاتصال بمسؤولين روس.