عادة ما تدوّن في عبوات وأكياس المواد الاستهلاكية تواريخ انتهاء صلاحية بعض المواد لاسيما تلك سريعة التلف كالأجبان ومشتقات الحليب وحتى أنواع البسكويت والشكولاطة، وغالبا ما تكون صلاحيتها قصيرة المدى مما يؤدي إلى ضرورة تبيين تواريخ صلاحيتها، إلا أن المشكل وما فيه أن بعض المواطنين ألفوا عادات استهلاكية خاطئة بحيث يتلهفون على أكل تلك المواد دون إلقاء نظرة أو رقابة تاريخها المدوّن دوما على العلبة أو الكيس تبعا لطبيعة تغليف المنتوج· حتى هناك من الأولياء من يقومون بتزويد أطفالهم الصغار بالمادة الاستهلاكية في الطريق دون الانتباه إلى تواريخ إنتاجها وانتهاء صلاحيتها والمهم في تلك الأثناء بالنسبة إليهم هو إسكات الطفل الصغير وتلهيته بالبسكويت أو الشكولاطة دون اعتبار للخطورة المتربصة بأطفالهم· في هذا الصدد اقتربنا من بعض المواطنين للوقوف على مدى رقابتهم لتواريخ المواد الاستهلاكية من عدمها فوجدنا أن الكثير منهم يغفلون عن ذلك بفعل النسيان تارة وعدم الاهتمام تارة أخرى على الرغم من ضرورة القيام بتلك الخطوة لتجنب الأضرار الصحية في حال انتهاء صلاحية بعض المواد· منهم الآنسة منال طالبة قالت إنها أحيانا تقوم برقابة التاريخ إلا أنه في مرات عدة تغفل عن ذلك بعد أن تستعبدها شهوة الطعام والجوع فتتسارع إلى أكل تلك المواد دون رقابة تاريخ صلاحيتها، لكن في نفس الوقت أكدت أن الخطوة هي جد ضرورية وجب عدم الإغفال عنها للمحافظة على الصحة وسلامة الجسم كون أن تلك الغفلة هي طريق الإصابة بالتسممات الغذائية في حال انتهاء صلاحية بعض المواد لاسيما الحساسة منها وسريعة التلف· السيد عادل قال إنه لا يغفل أبدا عن تلك الخطوة الضرورية في قراءة تواريخ صلاحية بعض المواد كالأجبان الياغورت كونها مواد مؤثرة على الصحة في حالة ما إذا انتهت صلاحيتها، وفي نفس الوقت بين دهشته من البعض الذين يسارعون إلى استهلاك بعض المواد الاستهلاكية دون أدنى رقابة لتواريخها بل ويقدمونها لأطفالهم على مستوى الطرقات من أجل إسكاتهم· هشام صاحب محل لبيع المواد الغذائية بساحة أول ماي اقتربنا منه لأخذ رأيه في الموضوع بفعل تعامله مع شرائح واسعة من المواطنين خاصة وأنه بناحية تشهد حيوية وحركة طوال اليوم فقال إن من المواطنين من يحرصون على رقابة تواريخ المواد إلا أن آخرين يهبون إلى أكلها قبل الخروج من المحل دون أدنى رقابة لتاريخ الصلاحية، ولم يسجل الأمر عند الأطفال بالنظر إلى انعدام تركيزهم وإدراكهم بل حتى على أشخاص راشدين ومدركين لحقيقة الأمور وخطورتها من مختلف الجوانب· وخلال جولتنا تيقنا أن هناك فئات واسعة لا يهمها تاريخ الصلاحية حتى ولو تم اقتناء تلك المواد من الطاولات الفوضوية فالمهم هو بخس الثمن والمغامرة بالصحة، فلو كانت حتى تلك المواد التي لا تخرج عن صلاحيتها تتعرض إلى التلف من حين لآخر لأسباب خارجية كانقطاع الكهرباء عبر المحلات فما بالنا بتلك المنتهية الصلاحية التي بإمكانها التأثير على الصحة العامة، لذلك وجب ترسيخ ثقافة إلقاء نظرة خاطفة على تاريخ عبوات وأكياس المواد الاستهلاكية مهما كان نوعها، تلك النظرة التي لا تكلف الشخص شيئا وإنما بالعكس من شأنها المحافظة على صحته·