ما تزال ظاهرة تشويه المنظر العام لولاية بجاية قائمة الى حد الساعة، بفعل قلة النظافة وانتشار النفايات المنزلية والصناعية والقمامات، وكذا تسرب المياه بين أرجاء الطبيعة وبصورة عشوائية، وبالاضافة الى المواد والفضلات التي ترميها محطات البنزين والتشحيم في الأودية وغيرها، وهو أمر يشكل تهديدا صارخا على المحيط والبيئة، كما يسيء هذا الأمر كثيرا الى سمعة البجاويين والى الولاية التي كانت يوما ما عاصمة الحماديين ومركز إشعاع حضاري، يشهد لها التاريخ، ومن هذا المنطلق يتجلى لنا من الجهة المختصة على مستوى البلديات التي تنقصها الفعالية في مجال التحكم بهذه الظاهرة السلبية التي تسيء بالدرجة الأولى للانسان، ثم المحيط والبيئة، والمسؤولية لا تقع على البلدية وحدها، بل المسؤولية يتقاسمها الجميع، سواء المواطنون أو الجمعيات المحلية والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية وغيرها، والتلوث الذي يطبع الولاية مرّده نقص الثقافة الصحية والبيئية، مما يجعل نسبة معينة من المجتمع يفتقد لأدنى مبادئ نقص الثقافة لأسباب عديدة منها فشل المدرسة في التوعية، غياب الجمعيات المحلية الناشطة، تماطل الجهات المعنية في تقدير أهمية الموضوع واعتباره من يوميات المواطن. أما من الجانب التقني، فإن المصالح المختصة على مستوى البلديات تنقصها الامكانيات المادية والبشرية، وهو ما يحول دون اتمام مهامها على أكمل وجه، وتبقى دوما النقائص تسجل على أرض الواقع، ثم تشكل تراكمات كبيرة تتعقد يوما بعد يوم، كما أن انعدام المفارغ العمومية في أغلبية البلديات يشكل عائقا كبيرا، أمام مصالح الصحة والنظافة، وأحيانا هذه المصالح تلجأ الى رمي النفايات والقمامات والقاذورات في الهواء الطلق وفي أماكن غير ملائمة اطلاقا، وقد تشكل مصدر تهديد لصحة المواطن والمحيط، وعلى سبيل المثال مفرغة ''بوليماط'' التابعة لبلدية بجاية، دليل ملموس عن التعدي الصارخ على البيئة، حيث تقع هذه المفرغة في مكان محاذي لشاطئ ''بوليماط'' السياحي، إضافة الى الروائح الكريهة التي تنبعث منها وتقلق المصطافين والسياح الذين يتوافدون الى هذه المنطقة قصد الاستجمام والراحة، وهذا مجرد مثال من كومة كبيرة من الأمثلة التي طغت على الحياة اليومية والتي تشكل الديكور المشوه لولاية سياحية عريقة. ورغم وعود السلطات المحلية على مختلف المستويات لمعالجة هذا الملف، إلا أن شيئا لم يحدث من ذلك ليغير من هذا الواقع المر، وتبقى النفايات بمختلف أنواعها تطغى على المنظر العام للولاية. ومن مصادر متطابقة، فإن السلطات الولائية قد أعلنت عن وجود مشاريع لإنجاز مراكز لإحراق النفايات وردمها في العديد من بلديات الولاية، إلا أن معارضة السكان، أدت الى تأخر انجاز هذه المشاريع، ليبقى المواطن هو الوحيد من يتحمل تبعات هذه الظاهرة التي يجب أن تختفي وبصورة نهائية على مستوى ولاية بجاية.