** أستخدم برنامجاً لفك الشفرة، وفيما بعد دفعت الرسوم المالية الخاصة بالبرنامج، هل ما قمت به يعتبر تعدياً على حقوق الآخرين؟ * فك شفيرة البرامج المشفرة يعتبر تعديا، لأن أصحابها عندما شفروها كان ذلك بمثابة عدم الإذن في استخدامها من طرف الآخرين إلا بعد دفع رسوم خاصة، والتعدي على مال الغير لا يجوز، قال العلامة النفراوي رحمه الله تعالى في كتابه الفواكه الدواني ممزوجاً بكلام العلامة ابن أبي زيد القيرواني رحمه الله تعالى: (ومن الباطل التعدي وهو التصرف في ملك الغير بغير إذنه)، وبناء على ذلك، فإذا كنت قد فككت الشفيرة واستخدمت بعض البرامج دون إذن الشركة، فعليك أن تتوب إلى الله تعالى أولا وتدفع للشركة قيمة استخدامك دون علمها، كما عليك أن لا تعاود مثل هذا الفعل مرة أخرى إلا بعد استئذانهم وتنفيذ شروطهم· حكم التمارض للحصول على استراحة ** أخرج من العمل خلال الدوام دون إذن، وأتمارض لأحصل على استراحة، ثم أقبض راتبي كاملاً، فما رأي الشرع؟ * الوفاء بساعات العمل المقررة في العقد بينك وبين الدائرة أمر رباني؛ قال تعالى، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ) المائدة1، وهذا يوجب الوفاء بكامل متطلبات العقد، فإن الخروج من العمل من دون إذن أو التمارض للحصول على استراحة أو التقصير في أداء الواجب خلال الوقت المخصص للعمل، يوقع الإنسان في المخالفات الشرعية ويفتح عليه باب الشبهات وأكل المال الحرام· وللتخلص من هذا المال الذي أخذته من غير حقٍّ شرعي، يجب عليك أن تتوب إلى الله تعالى ثم ردُّ هذا المال إلى جهة العمل، لأن التوبة المالية لا تقبل إلا بردِّ المال إلى صاحبه إن أمكن ذلك، فإن لم يمكن ذلك فتصدق بقيمة ما قصَّرت فيه· تدريس الرجل للمرأة ** أنا طالبة في كلية يدرِّسني فيها رجال، كيف أتعامل معهم وما هي الحدود الشرعية في ذلك؟ * لا حرج على المرأة في أخذ العلم عن الرجل فإنَّ النساءَ في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كنَّ يكلمن النبي صلى الله عليه وسلم ويسألنه ويستفسرن منه ويحادثنه، فقد جاء في صحيح البخاري عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: استأذن عمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده نساء من قريش يكلمنه ويستكثرنه عالية أصواتهن···) الحديث· أما حدود تعاملك مع المدرسين فعليك أن تستري كامل بدنك ما عدا الوجه والكفين، وأن لا تكوني متعطرة، وأن تحذري من الخلوة بأي رجل أجنبي، وأن يكون كلامُك في الصف كلاما جادا وموضوعيا، فالله سبحانه وتعالى يقول: (فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً) الأحزاب:32، قال العلامة القرطبي في تفسيره: (وعلى الجملة فالقول المعروف: هو الصواب الذي لا تنكره الشريعة ولا النفوس)· مساحيق التجميل والوضوء ** هل مساحيق الماكياج سواء كانت مضادة للماء أو غير مضادة تمنع وصول الماء إلى البشرة في الوضوء؟ * مواد التجميل لا يمكن الحكم عليها بحكم إجمالي لتنوع واختلاف خواصها، فما كان منها يذوب في البشرة فإنه لا يمنع وصول الماء، وكذلك الكحل، أما ما كان منها يشكل طبقة فوق البشرة تمنع وصول الماء إليها فلا بد من إزالته عند الوضوء أو الغسل· والضابط في صحة الطهارة وصول الماء إلى ظاهر البشرة، ولا حرج في بقاء لون أو أثر يسير لا يمنع وصول الماء، قال العلامة المواق رحمه الله في التاج والإكليل: (وأما الأدهان على أعضاء الوضوء، فإن كانت غليظة جامدة تمنع ملاقاة الماء فلا بد من إزالتها، وإن لم تكن كذلك صحت الطهارة)·