قال الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية أمس الاثنين إن الظروف لا تسمح بتطبيق سيناريو ما حدث في كوسوفو أو ليبيا على الوضع في سوريا، وذلك في رد ضمني على الدعوات التي ترددت أخيراً عن إرسال قوات عربية إلى سوريا· وتأتي تصريحات العربي قبل أيام من اجتماع مرتقب لمجلس الجامعة العربية لمناقشة تقرير المراقبين العرب لسوريا· ومن جانبه قال جبر الشوفي، عضو المجلس الوطني السوري، إن النظام في دمشق سيمنع أي قوة عربية من دخول البلاد، وأكد الشوفي أيضاً أهمية المناطق الآمنة لحماية المدنيين· وكان النظام السوري تعرض لسلسلة من الانشقاقات أخيراً أبرزها عماد غليون النائب في مجلس الشعب عضو لجنة الموازنة الذي أعلن انضمامه إلى المعارضة السورية· وقال غليون عقب الانشقاق إن عدداً كبيراً من أعضاء مجلس الشعب يرغبون في الانشقاق، غير أن الظروف ليست مواتية لإعلان ذلك، إذ إن النظام منع كل المسؤولين وأعضاء المجلس من السفر· غليون قال أيضا إن الوضع المالي صعب جداً في سوريا، مضيفا أن الفساد متفش جدا في النظام السوري بل وصل إلى درجة أصبح معها معلناً، مشيراً إلى أن هناك ما وصفها بالمافيا التي تحمي الفساد· كما وصل شيخ مشايخ البكّارة نواف البشير إلى تركيا· وقالت السلطات السورية في وقت سابق إن البشير أصيب في مدينةِ دير الزور واعتقل على الحدود السورية التركية· وأكد الشيخ البشير، في حديث ل(العربية) أنه أُجبر، وهو داخل السجن، على إجراء لقاء على الفضائية السورية تحت التهديد والوعيد بقصف منزله وعائلته· وحمَّل الشيخ نواف النظام السوري مسؤولية سلامة أفراد عائلته· وفي إيران أكد الحرس الثوري الإيراني أنه لم يتدخل حتى الآن في شؤون سوريا الداخلية· وقال مسؤول عسكري في الحرس الثوري إن ما يجرى في سوريا شأن داخلي وأن إيران ملتزمة باتفاقية دفاعية مع سوريا ولن تتخلى عنها في حال تعرضها لاعتداء خارجي· الرد الإيراني جاء تعقيبا على تقارير أمريكية تحدثت عن (تورط) فيلق القدس التابع للحرس الثوري بقيادة الجنرال قاسم سليماني بتزويد سوريا بأسلحة لمساعدتها في قمع الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الأسد· على صعيد آخر، أفرجت السلطات السورية عن عشرات المعتقلين من سجونها ممن اعتقلوا خلال الاحتجاجات الشعبية المطالبة بإسقاط النظام، وذلك بموجب قرار العفو الذي أصدره بشار الأسد· وقالت السلطات السورية إن المفرج عنهم لم يتورطوا في أي من ما وصفته ب(جرائم إرهابية) وفقاً لقرار العفو الذي أصدر الأحد، ويُشار إلى أن أفرادا من بعثة لجنة المراقبين العرب حضروا عملية الإفراج عن السوريين· ميدانياً، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن خمسة أشخاص لقوا حتفهم وجرح تسعة آخرون في مدينة حمص، بالتزامن مع قصف القوات السورية لمنطقة الزبداني القريبة من الحدود مع لبنان أسفر عن مقتل شخصين على الأقل· وأوضح المرصد في بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منه أن خمسة أشخاص بينهم سيدة لقوا حتفهم في حي عشيرة بحمص إثر إطلاق رصاص عشوائي على مخبزة وإحراقه من قبل مسلحين من (الشبيحة)، مضيفا أن إطلاق النار أسفر عن جرح تسعة آخرين بعضهم في حالة خطيرة· وفي حلب، نفذت قوات الأمن السورية حملة اعتقالات في المدينة الجامعية، وأسفرت الحملة عن اعتقال تسعة طلاب لا يزال مصيرهم مجهولا · وصرح ناشط سوري بأن شخصين على الأقل قتلا وجرح عشرة آخرون جراء قصف بالمدفعية الثقيلة شنته القوات السورية على منطقة الزبداني· وأوضح الناشط بلال أحمد الذي يعيش بالقرب من الحدود شرق لبنان ل (د·ب·أ) أن العشرات من القذائف سقطت على أحياء في الزبداني منذ ساعات الصباح الأولى أمس، وأن أصوات القصف تسمع من داخل الأراضي اللبنانية· وأضاف أن القوات السورية كانت خففت قصف المنطقة بالتزامن مع زيارة المراقبين العرب، ولكن بعد مغادرة المراقبين استؤنف القصف· ويأتي هذا بينما أعلنت الجامعة العربية تعليق إرسال مراقبين جدد إلى سوريا لحين اجتماع مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري يوم 22 جانفي لبحث الوضع في سورية في ضوء التقرير المقرر أن يقدمه رئيس البعثة السوداني محمد أحمد مصطفى الدابي· ووفقا للمرصد، فقد قتل ما لا يقل عن 4255 مدنيا و1610 من الجيش وقوى الأمن الداخلي منذ بداية الاضطرابات في سوريا منتصف مارس الماضي