أكد وزير خارجية بريطانيا، وليام هيغ، أمس، في تصريح لقناة ''سكاي نيوز'' الإخبارية، أن التصريحات الأخيرة التي أدلى بها أمير قطر حمد بن خليفة، حول إمكانية إرسال قوات عسكرية عربية إلى سوريا لضمان وقف العنف مجرد اقتراح، ولا يعني أن الجامعة ستبادر بتبني هذا الموقف. وأوضح الوزير البريطاني، في سياق حديثه، أن ''الجامعة العربية تتكون من 22 دولة، وقطر هي الدولة الوحيدة التي تحدثت هذا الطرح، ما يجعلنا نعتقد أن مسألة إرسال قوات عسكرية أمر مستبعد''، مشيرا إلى أن بريطانيا ''ترحب بالجهود المبذولة من طرف بعثة المراقبين العرب''، داعيا لمنح الفرصة للبعثة لتأدية مهمتها. وفي سؤال حول إمكانية مشاركة بريطانيا في أي نوع من التدخل المباشر في سوريا، أكد هيغ أن ''الأمر ليس على طاولة المفاوضات في الوقت الراهن، ونحن لا نفكر في التدخل العسكري''، مع الإشارة أن الوزير البريطاني نفى أن تكون بلاده تسعى لإقامة منطقة لحظر الطيران في سوريا. وجاءت هذه التصريحات في الوقت الذي تستمر فيه المعارضة السورية، ممثلة في المجلس الوطني السوري بتركيا، بمطالبة المجتمع الدولي للتدخل العسكري المباشر ''لإنقاذ المدنيين من القمع الممارس من طرف النظام''، على حد تعبير بيان المجلس، الذي أكد، على لسان محمد ياسين النجار، عضو مكتب العلاقات الخارجية أن كل المبادرات التي يقوم بها النظام لمحاولة إصلاح الوضع لم تأت بالنتائج المرجوة، في تأكيد على أن السوريين باتوا يطالبون برحيل النظام وليس مجرد إصلاحات. وبالحديث عن المطالب بالتدخل الأجنبي أكدت الجامعة العربية أنها لم تتلق أي طلب بشأن إرسال قوات عسكرية عربية، مشيرا إلى أنه لا مانع من مناقشة هذا الموضوع، خلال اجتماع وزراء خارجية الدول العربية المقرر نهاية الشهر الحالي، حيث سيخصص الاجتماع لبحث تقرير نتائج بعثة المراقبين العرب لتحديد الخطوة المقبلة، وتحديد إنهاء مهمة المراقبين أو استئنافها. وفي تفاصيل التطورات السياسية، نفت إيران أن تكون قد تدخلت في الوضع الداخلي السوري بأي شكل من الأشكال، في محاولة لتفنيد ما أسمته ''الادعاءات الأمريكية حول تقديم إيران لدعم عسكري سوريا في قمع المتظاهرين''. وقد أكد الحرس الثوري الإيراني أنه ''لم يتدخل في الشأن الداخلي السوري''، مشيرا إلى أن إيران تعتبر ما يجري في سوريا شأناً داخلياً، لكنها ''ملتزمة في الوقت نفسه باتفاقية دفاعية مع سوريا وإيران، لن تترك سوريا لوحدها في حال تعرضها لاعتداء خارجي''. من جانب آخر، وفيما يتعلق بالتطورات العسكرية، ذكرت صحيفة ''دير شبيغل'' الألمانية أن سفينة حربية ألمانية قامت بمهمة تجسس قبالة شواطئ سوريا، مشيرة إلى أنه تم رصد السفينة الألمانية التي تقل 85 بحاراً على مسافة قريبة من الشواطئ السورية، وأكدت الصحيفة أن البرلمان الألماني لم يكن على اطلاع بهذه المهمة. في غضون ذلك اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة، في تصريح له أمس، خلال زيارته لدولة الإمارات العربية المتحدة، أن الوضع في سوريا ''لم يعد مقبولا''، في إشارة إلى أنه حان الوقت للمجتمع الدولي كي يوحد موقفه حتى يتسنى لمجلس الأمن أن يتخذ موقف من الأحداث الدامية في سوريا. وعلى صعيد التطورات الميدانية أكدت هيئة الثورة السورية ''استمرار أعمال القمع والعنف'' ضد المتظاهرين، الذين خرجوا للتنديد بممارسات قوات الأمن، حيث أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل 12 شخصا، على الأقل في مدينة حمص، في الوقت الذي شهدت فيه مدينة الزبداني، القريبة من الحدود مع لبنان، قصفا مدفعيا من طرف قوات الأمن السورية، على اعتبار أن المنطقة تأوي منشقين عن الجيش.