منشقون عن الجيش السوري يختطفون عائلات عناصر من قوات الأمن نفى الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، أمس أن تكون الوفود العربية المراقبة في سوريا منحازة للنظام السوري، مؤكدا أن التقارير الجزئية التي تصله تفيد بأن ''الجيش السوري انسحب من المناطق السكنية ويقف على مشارف المدن السورية، إلا أن إطلاق النيران مستمر ومازال القناصة يمثلون تهديدًا''. أكد الأمين العام للجامعة العربية أن الجامعة بصدد التحضير لإرسال المزيد من المراقبين لاستكمال مهمة الاطلاع على حقيقة الأوضاع وصياغة تقرير نهائي، مرجحا عقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب في بحر الأسبوع القادم من أجل مناقشة مهمة المراقبين. في غضون ذلك أكدت مصادر سورية أن الرئيس السوري بشار الأسد يجري سلسلة من اللقاءات مع مسؤولين سوريين ومعارضين من الداخل، كما طلب إعداد تقارير مفصلة حول الوضع تحسبا لإلقاء خطاب في الأيام القليلة، في تأكيد للمصدر المطلع، حسبما أورده موقع ''داماس السوري'' أن الرئيس السوري سيراجع السياسة الداخلية، ويعلن عن تشكيل حكومة جديدة. وبالموازاة مع هذه التصريحات اشتد الخلاف بين هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي الممثلة للمعارضة الداخل وبين المجلس الوطني السوري المعارض في الخارج، على خلفية اعتبار رئيس المجلس برهان غليون أن الاتفاق الموقع مع الهيئة ما هو إلا مسودة تمهيدية، في حين أعلنت عنه الهيئة على أنه اتفاق نهائي من شأنه وضع أرضية تفاهم بين المعارضتين الداخلية والخارجية، تحسبا لمؤتمر المعارضة السورية الموحدة في القاهرة. في مقابل تصريحات غليون، أكد رئيس هيئة معارضة الداخل، حسن عبد العظيم، أن الخلاف يكمن في تراجع المجلس الوطني عن البند المتعلق ب''التدخل الأجنبي''، حيث أوضح المجلس موقفه من خلال بيان أكد فيه رئيسه على ''ضرورة تدويل الملف السوري وتحويله إلى مجلس الأمن الدولي بأسرع وقت ممكن''، مع العلم أن معارضة الداخل ترفض التدخل الأجنبي أيا كان شكله. في هذه الأثناء وعلى الصعيد الميداني أكدت لجان تنسيق الثورة السورية استمرار المظاهرات في عدد من المدن السورية، بما فيها تلك التي يزورها وفد المراقبين العرب، حيث سجل إطلاق الرصاص الحي من طرف قوات الأمن السوري في كل من إدلب وحمص ودرعا. وقد أكدت وكالة الأنباء السورية وفاة الصحفي شكري أبو البرغل إثر إصابته برصاص ''الجماعات المسلحة'' الأسبوع الماضي، حيث لفظ أنفاسه في مستشفى بالعاصمة دمشق. من جانب آخر أكدت هيئة الثورة السورية سقوط ما لا يقل عن 8 قتلى أمس. وفي سياق متصل أشارت الهيئة إلى انشقاق أكثر من 500 جندي من الجيش النظامي السوري ليلتحقوا بالجيش السوري الحر، وذلك بالتزامن مع ما أعلنه المرصد السوري لحقوق الإنسان بخصوص إقدام مجموعة من المنشقين على اختطاف عائلات أفراد من قوات الأمن السوري في محافظة إدلب في أول عملية انتقامية من هذا النوع، ليتأكد استمرار الاشتباكات بين المنشقين والجيش النظامي.