دعا أمير قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل الثاني، أمس، في مقابلة تلفزيونية على قناة ''سي بي سي''، إلى إرسال قوات عسكرية عربية لضمان وقف إراقة الدماء في سوريا، ليكون بذلك أول قائد عربي يطالب بالتدخل العسكري في سوريا، بعد تأكيده فشل بعثة المراقبين في تحقيق السلم للمدنيين. بالموازاة مع هذه التصريحات، أعلن العماد الركن مصطفى أحمد الشيخ، أحد القادة العسكريين المنشقين عن الجيش السوري واللاجئ في تركيا، عن تأسيس المجلس السوري العسكري الأعلى، حيث كشف عن خطة عسكرية تهدف للإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد. وقد كشف العماد المنشق، في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، أن ''المجلس يهدف إلى التخطيط للعمليات ضد النظام والتنسيق بين مجموعات المنشقين في الميدان''، مع الإشارة إلى أن المجلس العسكري الأعلى ينسق مع الجيش السوري الحر لإدارة الثورة السورية ميدانيا. وفي ذات السياق، أكد العماد مصطفى أحمد الشيخ أن الإطاحة بالنظام السوري قد تستغرق فترة أطول من بقية الثورات، في تأكيد على أنها قد تمتد إلى أكثر من سنة، وذلك من خلال اعتماد نهج معارك ''الكر والفر'' لإنهاك الجيش النظامي. واتهمت الولاياتالمتحدة بالأمس إيران بتزويد النظام السوري بالسلاح لقمع المتظاهرين والمعارضين بشكل عام، حيث أكدت تقارير المخابرات الأمريكية أن الجنرال الإيراني، قاسم سليماني، قائد وحدة النخبة في الحرس الثوري الإيراني، قام بزيارة إلى دمشق الشهر الجاري، الأمر الذي استدلت عليه واشنطن للتأكيد على وجود تنسيق عسكري إيراني سوري. وجاءت هذه التقارير يوما بعد تأكيد أنقرة احتجازها باخرة شحن إيرانية مليئة بالسلاح ومتوجهة إلى سوريا. وهو ما دفع طهران لنفيه من خلال بيان للسفارة الإيرانية بتركيا، أكدت فيه عدم صحة الخبر، وقالت: ''إيران لا تؤمن بالحل الأمني وتعتبر أن الاهتمام بمطالب الناس وسيلة لتوفير الأمن الداخلي، وتعتقد أن الحوار هو المخرج للوضع الحالي''. وفي هذه الأثناء، وعلى الصعيد السياسي، يسعى المحور التركي الأمريكي للتوصل لحل للأزمة السورية المتفاقمة، حيث أعلن البيت الأبيض الأمريكي أن الرئيس باراك أوباما أجرى مباحثات مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، وجددا موقف البلدين الذي يدين النظام السوري. أما على الصعيد الميداني، فقد أكدت هيئة الثورة السورية أن الاشتباكات والممارسات القمعية مستمرة في كل المناطق التي تشهد احتجاجات ومظاهرات ضد النظام، حيث أكدت مقتل خمسة أشخاص على الأقل إثر قصف منطقة الزبداني على الحدود اللبنانية، إلى جانب سقوط عدد من الجرحى.