أفاد ناشط حقوقي بأن قوّات أمنية وعسكرية اقتحمت صباح أمس الأربعاء عدّة مدن في ريف درعا (جنوب) مهد الحركة الاحتجاجية ضد النّظام السوري، فيما أكّد ناشطون أن 30 شخصا على الأقل قتلوا أمس الأربعاء على أيدي قوّات الأمن في ريف دمشق· وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن في اتّصال هاتفي مع وكالة (فرانس برس) (بأن قوّات عسكرية أمنية مشتركة تضمّ عشرات الآليات اقتحمت عدّة مدن في ريف درعا، بينها نوى والمسيفرة وداعل)· وأضاف عبد الرحمن أن (بلدة خربة غزالة شهدت أكبر عملية من نوعها منذ انطلاق الثورة، حيث ترافق الاقتحام مع إطلاق رصاص كثيف وبدأت القوّات حملة مداهمات اعتقلت خلالها نحو 100 شخص، كما أحرقت عشرات الدراجات النّارية)· وفي محافظة إدلب (شمال غرب) أفاد المرصد في بيان (استشهد مواطن اثر إصابته برصاص قناصة في ساحة هنانو بعد منتصف ليل الثلاثاء الأربعاء)، وأشار إلى انشقاق عشرين عسكريا في قرية الرامي التابعة لهذه المحافظة· وقال ناشطون سوريون إن 30 شخصا على الأقل قتلوا الأربعاء على أيدي قوّات الأمن في ريف دمشق بالقرب من العاصمة السورية· وقال النّاشط أيمن إدلبي لوكالة الأنباء الألمانية إن من بين القتلى الثلاثين ستّة من المنشقين عن الجيش· وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن قوّات عسكرية خاصّة تشنّ حملة عسكرية منذ صباح أمس الأربعاء في وادي بردى بريف دمشق، حيث اقتحمت الوادي من جهة قرية بسيمة ودارت اشتباكات بين القوّات النّظامية ومجموعات منشقّة قتل خلالها ستة من المنشقّين وانشقّ على اثر الاشتباكات نحو 30 عسكريا، وأوضح أن معلومات وردت إليه بأن العشرات سقطوا بين قتيل وجريح، لكن يصعب توثيق عدد القتلى بسبب صعوبة الاتّصالات واستمرار القصف والاشتباكات· من جهتها، أشارت صحيفة (الوطن) الخاصّة والمقرّبة من السلطة إلى أن القوّات السورية (واصلت ملاحقة المجموعات المسلّحة في مناطق وأحياء مختلفة من محافظة حمص وسط وأسفرت العمليات عن قتل وإصابة العشرات منهم بعد اشتباكات عنيفة)· ونقلت الصحيفة عن مصدر مطّلع (إن الاشتباكات بأحياء العدوية وباب الدريب ودوار الفاخورة في اليومين الماضيين أسفرت عن مقتل أكثر من 37 مسلّحا كانوا يستخدمون الرشاشات وقذائف الهاون ومضادات الدروع وصواريخ حرارية)· وأضاف المصدر للصحيفة أن (الجهات المختصّة اشتبكت مع مسلّحين بمنطقة الرستن ريف حمص وقتلت ما يقارب من 15 مسلحا وأصابت آخرين على حين استشهد عنصر من عناصر حفظ النّظام أثناء الاشتباك وأصيب أربعة آخرون)· وفي حماة (وسط)، أشارت الصحيفة إلى (انفجار الوضع الأمني بالمدينة ليل الاثنين ليشهد يوم الثلاثاء هدوءا تدريجيا)· وفي إدلب أحبطت الجهات المختصّة الثلاثاء عملية تسلّل مجموعة مسلّحة عبر الحدود عند منطقة الجانودية بمحافظة إدلب، حسب الصحيفة· وياتي ذلك غداة مقتل 28 مدنيا، بينهم 18 بمحافظة حمص وسبعة مواطنين بمدينة ادلب وريفها وقتيلين في ريف دمشق ومواطن في محافظة درعا الثلاثاء، حسب المرصد· وأضاف المرصد أن خمسة عناصر بينهم ضابط من الجيش قتلوا في محافظتي ادلب وحمص· ومن جهته، أعلن قائد الجيش السوري الحرّ العقيد رياض الأسعد أن ما يقارب الخمسين في المائة من الأراضي السورية لم تعد تحت سيطرة نظام الرئيس بشّار الأسد· وأكّد الأسعد أن الجيش الحرّ لا يمكنه السيطرة بشكل كامل على أيّ منطقة خوفا من حصول تدمير كبير في حال ردّ النّظام بأسلحته الثقيلة، وبالتالي إلحاق مزيد من الضرر بالمدنيين· ودعت الجامعة العربية الليلة قبل الماضية الأمم المتّحدة إلى الخروج عن صمتها لوقف (آلة القتل) للنّظام السوري، إلاّ أن دمشق وحليفها السوري لا يبدوان مستعدّين للخضوع لضغوط الدول الغربية في مجلس الأمن·