لا تزال مشكلة التزود بقارورات غاز البوتان مطروحة على مستوى عدد من أحياء العاصمة وضواحيها، والتي عجز سكانها عن إيجاد قارورة غاز واحدة تلبي احتياجاتهم المختلفة من الطبخ والتدفئة وغيرها في هذه الأجواء الباردة، كما بلغت أسعارُها حدا لا يُعقل، وصل إلى نحو 500 دج، فيما بلغ بمناطق أخرى من الوطن حدود 800 و 1000 دج، وهي الوضعية التي أثارت استنكار شريحة واسعة من المواطنين الذين استغربوا كيف يمكن أن يتم تسجيل مثل هذه الندرة في مادة حيوية للغاية، في بلد يتمتع بثالث أكبر احتياطي للغاز الطبيعي في العالم· في هذا الإطار عجز عدد كبير من المواطنين، على مستوى بعض أحياء العاصمة، التي ما زال سكانها يعتمدون على قارورات غاز البوتان عن اقتناء واحدة من هذه الأخيرة، رغم أن الأزمة تشارف على دخول أسبوعها الثاني، وهو ما وضع المواطنين في حيرة من أمرهم، ودفعهم إلى التفكير بشتى الطرق والوسائل لأجل التزود بقارورة واحدة أيا كان ثمنها، ومن أي مكان يسمعون عن توفر قارورات غاز البوتان فيه، وتسبب الإقبال الكبير للمواطنين في ضغط كبير لأصحاب المحلات الذين يعرضون قارورات غاز البوتان، موازاة مع بيعهم للمواد الغذائية العامة على مستوى عدد من الأحياء ببلديات السمار، عين النعجة، بئر خادم وغيرها، وانعكس الطلب الشديد، أمام العرض القليل، ودفع بعض أصحاب تلك المحلات إلى اعتماد قوائم أولية لتزويد زبائنهم بالغاز الطبيعي، مقابل قارورة واحدة لكل زبون، على أن يكون الطلب قبلها بيوم أو يومين، أما السعر فهو غير ثابت، بالنظر إلى صعوبة الحصول على حصتهم هم أنفسهم من قارورات غاز البوتان، وعجز بعض الموزعين عن الوصول إلى زبائنهم المعتادين· فقارورة غاز البوتان مثلا، ببعض محلات جسر قسنطينة بالعاصمة، التي كانت في حدود 250 دج، ارتفع سعرها إلى 350 دج، ثم 400 دج، وبعدها بيوم واحد فقط وصل إلى 450 دج، وهو ما كشف عنه مواطن من البلدية المذكورة، قال إنه انتظر دوره في القائمة الموجودة لدى صاحب المحل بالحي الذي يقطن فيه طيلة ثلاثة أيام كاملة، وبعد وصول قارورات الغاز التي جلبها صاحب المحل بإمكانياته الخاصة، لأن الموزع لم يتمكن من توفير الحصة المعتادة، وجدوا أنفسهم مجبرين على دفع سعر 450 دج مقابل قارورة واحدة لا أكثر، وقال المواطن بلهجة ممزوجة بالأسى والغضب، إنه من غير المعقول أن يعيش الجزائريون أزمة كهاته، وبلدهم من البلدان الطاقوية الكبرى على مستوى العالم، ليعود ويضيف أنه مع ذلك فهم يحمدون الله لأن الأزمة لم تؤثر عليهم بالشكل الذي أثرت به على بعض سكان المناطق النائية والداخلية الذين حاصرتهم الثلوج، وعزلتهم عن العالم، وهم حاليا بحاجة إلى أبسط مساعدة، وقد لجأ الكثيرون منهم إلى الحطب للتدفئة، أو إحراق أثاث منازلهم· من جانب آخر، اضطرت بعض الأسر إلى تجنيد كافة أفرادها بحثا عن قارورة غاز إضافية، حيث اتجهوا إلى تقسيم مناطق البحث عبر مختلف بلديات العاصمة وأماكن التوزيع المختلفة، لاسيما خلال عطلة الأسبوع المنصرم، حيث خصصت بعض الأسر يومي العطلة للبحث عن قارورة غاز بأي شكل، حتى وإن تطلب الأمر قضاء ساعات متواصلة في البحث بكل مكان، على الأقل لمواجهة الأيام القادمة، خصوصا وأن النشرات الجوية قد أكدت استمرار موجة البرد القارس التي تمر بها البلاد إلى يوم غد الإثنين، بالإضافة إلى ما سينتج من برد شديد كذلك بعد عملية ذوبان الثلوج، وهو ما يعني أن الأسر الجزائرية لا زالت أمام تحديات صعبة للغاية في مواجهة البرودة الشديدة·