أخذت ظاهرة سرقة الكوابل خاصة منها الهاتفية أبعادًا جد خطيرة خلال السنوات الأخيرة بتيبازة، دق لها المواطنون ومصالح الأمن ناقوس الخطر بعد أن باءت التدابير الأمنية المتخذة بالفشل. كون مافيا النحاس اتخذوها تجارة رابحة تدر عليهم أموالا طائلة وتعتبر بلديات الجهة الشرقية للولاية منها الشعيبة، القليعة، فوكة وبواسماعيل وغيرها من البلديات الأخرى هي الأكثر تضررًا من الظاهرة، حيث يقدم أشخاص مجهولون على ارتكابها تحت جنح الظلام عادة دون إدراكهم للعواقب الوخيمة الناجمة عنها. وفي هذا الخصوص لقي مواطن خلال السنوات الأخيرة حتفه عندما كان بصدد سرقة الكوابل الكهربائية عبر إقليم بلدية القليعة، وهي القضية التي حققت فيها فرقة الدرك بالبلدية ما مكن خلالها رجال الدرك من حجز 47 طنا من مادة النحاس خلال العام الماضي، وعرفت ظاهرة سرقة الكوابل بما فيها الكهربائية والهاتفية خلال السنوات الأخيرة بولاية تيبازة نشاطا مكثفا للعصابات، ما أدى برجال الدرك الى تفكيك العديد من الشبكات من بينها شبكة دولية كان نشاطها يمتد خارج التراب الوطني، وضع حد لنشاطها من قبل كتيبة الدرك بالقليعة وهي تعتبر أكبر عملية شهدتها الولاية، وتعمد هذه الشبكات الى توظيف البطالين وحتى الأطفال في قطع الكوابل قبل استخراج مادة النحاس منها وبيعها بأموال طائلة عبر مختلف ولايات الوطن. وقد تسببت هذه العمليات في إلحاق أضرار جسيمة بمؤسسة إتصالات الجزائر وبزبائنها الذين يحرمون لأشهر في العديد من الحالات من خدمات الأنترنيت والهاتف الثابت رغم تقدمهم بشكاوي إلى الجهات الوصية التي تصطدم في حالات عدة بتكرر الظاهرة في نفس الموقع. وهو ما حدث مؤخرا بحي حوض الرمان فوكة، الذي بقي سكانه لأشهر دون هذين الخدمتين اللتين يمكن للبعض من المواطنين الاستغناء عنهما خاصة بالنسبة للإنترنيت· هذا وناشد المواطنون المتضرّرون المصالح الأمنية بتكثيف مجهوداتها للحد من هذه الظاهرة.