باتت النفايات المصطفة من أمام الأسواق تتنوع بين الخضر والفواكه، فمن حبات البرتقال الكبيرة إلى التفاح والموز وصولا إلى الخضر على رأسها الفلفل والبصل إلى غيرها من الأنواع الأخرى، والمشكل أنها تصطف هناك بكميات معتبرة ولا نقول بالحبة والحبتين، والأمر وما فيه أن ارتفاع أسعارها أدى إلى امتناع المواطنين عن اقتنائها بل ليست لهم القدرة على ذلك تبعا لانخفاض قدرتهم الشرائية، وبدل التخفيض من أسعارها يذهب التجار إلى الاستمرار على نفس وتيرة الأسعار مما يؤدي إلى تكدس السلع بالصناديق وتعرضها إلى القدم وانعدام صلاحية استهلاكها مع مرور الأيام فلا يتأخر هؤلاء التجار عن رميها بمفارغ النفايات المحاذية للأسواق والتي تكاد تنفجر من شدة السلع المصطفة بها فيكون التبذير تحصيلا حاصلا ويقابله شوق الكثيرين إلى تذوق بعض السلع، أما الفواكه فحدث ولا حرج· اقتربنا من بعض الأسواق من أجل رصد الأوضاع عن قرب فقابلتنا كيلوغرامات من السلع التي كانت ملقاة هنا وهناك وتنوعت بين الفواكه والخضر، وكان كل من يعبر بمحاذاة الأسواق يلقي نظرات خاطفة ويجذبه منظر السلع التي لم تعد في متناوله، وفي نفس الوقت سهلت طريقة إلقائها هناك من طرف التجار دون أدنى مسؤولية· بالسوق المغطى ببئر توتة وقفنا على الوضعية باعتباره سوقا عرف بارتفاع الأسعار على مستواه، بحيث وقفنا على المشهد ذاته وعبر المواطنون عن أسفهم من انتشار مثل تلك الظواهر التي تبين الطمع الذي وصل إليه بعض التجار بعد أن باتوا يفضلون رمي السلعة بدل التخفيض من أثمانها، قالت السيدة سعاد القاطنة بتلك النواحي إنها بالفعل تدهش لمنظر تلك السلع وهي مرمية على حواف السوق بكميات كبيرة على غرار البرتقال الذي لم ينخفض عن 120 و100 دينار بما لا يتوافق مع قدرة المواطن ليكون مصير كميات معتبرة مفرغة النفايات بعد قدم السلعة تبعا لطول مدتها في الصناديق، وأضافت أنه فعل يسيء إلى سمعة التجار فكان عليهم التخفيض من الثمن ومن ثمة تفادي الخسارة وكسب الأجر بإقبال الزبون على تلك السلع بدل رميها وتبذيرها· نفس ما راح إليه السيد زوبير الذي قال إنه بعد أن كنا نتصادف في السابق ببعض الخضر وهي مرمية بالمفارغ على غرار السلطة الخضراء والسلق وهي عامة الخضر سريعة التلف أضحينا نتصادف بالفواكه التي غابت كثيرا عن الموائد الجزائرية بالنظر إلى التهاب أسعارها ويكون مصيرها الرمي بعد فسادها وانعدام صلاحية استهلاكها· وذكرنا السوق على سبيل المثال لا الحصر كون أن السلوك هو منتشر بأغلب الأسواق النظامية والفوضوية بنواحي العاصمة، بحيث يجذبنا منظر تلك السلع وتملأ الحيرة عقول من يعبرون من هناك، في حين يجد البعض ضالتهم في انتقاء بعض السلع التي لازالت محافظة نوعا ما على الحد الأدنى من صلاحيتها من أجل تزويد أسرهم المعوزة بها واستعمالها في الطبخ بعد التخلص من الأجزاء الفاسدة·