التهبت أسعار معظم الخضر والفواكه مع نهاية شهر رمضان، بعد انخفاض محسوس دام أسبوعين. ومسّ الالتهاب الفواكه بدرجة أولى، صاحبه التهاب في أسعار الحلويات واللحوم والألبسة، ولقد انهارت القدرة الشرائية للمواطن بسبب ”جنون” الأسعار، ما أدى به إلى الاستدانة لإتمام عدة الشهر الفضيل في جولتنا بأسواق الجزائر العاصمة، منها سوق علي ملاح، ومارشي 12 ببلوزداد، وسوق جامع اليهود بالقصبة، لاحظنا لهيب الأسعار، التي قال بشأنها تجار التجزئة، إنها خطة ”مفبركة” خيطت بين تجار الجملة و”السماسرة”، كون الباعة في الأسواق يخضعون لمنطق تجار الجملة، ويبيعون على أساس الهوامش التي يقدرها هؤلاء لهم، فإن ارتفعت الأسعار تقلصت الهوامش وإن انخفضت زادت في النسب المئوية، وذلك ما نفاه تجار الجملة ممن تحدثنا إليهم، حيث اعتبروا الارتفاع المفاجئ للأسعار مع نهاية شهر رمضان ”عادة” سنوية، ”يعبث” فيها المضاربون ومحتكرو السلع بالأسواق والتجار والزبائن على حد سواء، واتهموا أيضا تجار التجزئة، إذ قالوا.. ما إن ترتفع الأسعار ب 1 إلى 5 بالمئة في أسواق الجملة حتى تجد تجار التجزئة يرفعونها إلى 30 أو 50 بالمئة في الأسواق اليومية، وإن كثرت الأيدي على السلع لإطالة سلسلة التوزيع قبل وصول السلعة إلى الزبون من 3 إلى 4 سماسرة أو أكثر، فإن الأسعار ستتضاعف بنحو 50 إلى 70 بالمئة، وهذا ما يحدث عندنا، حسب هؤلاء، لاسيما مع بداية أو نهاية شهر رمضان، تزامنا مع تزايد الطلب على السلع لتنويع الموائد أو لتوديع الشهر، بحسب الميزانية المخصصة لكل عائلة. وفيما يتعلق بالبيع والشراء، فإن تجار التجزئة أكدوا أن سوق الخضر والفواكه، حققت أكبر المبيعات مقارنة بسوق الملابس واللحوم، وهذا طبيعي لديهم، نظرا لاستهلاك هذه السلع يوميا وبكميات متفاوتة بين العائلات الجزائرية، ولم يذكروا لنا حجم الأرباح، مكتفين بوصفها ”ضئيلة” مقارنة برمضان 2010، وذلك بسبب الالتهاب المتزايد للأسعار وضعف القدرة الشرائية للمواطن، الذي يضطر للاستدانة لإتمام عدة شهر رمضان، خصوصا ذوي الدخل الذي لا يتجاوز دخلهم الشهري 25 ألف دج. وكشفوا لنا أن ”الوعي الاستهلاكي” بدأ ينتشر تدريجيا بين الزبائن وبدأت ”اللهفة” تتراجع بالتدريج أيضا، وذلك ما يساهم في تخفيض فوائد السماسرة ويقضي بالتدريج على احتكار السوق، وهي الخطوة التي من شأنها أن تعيد للسوق توازنها وتحافظ على مستوى القدرة الشرائية وتسقيف الأسعار من دون اللجوء للقانون وتدخل الدولة. ومن حيث الأسعار، لاحظنا تضاعف أسعار بعض المنتجات، منها الطماطم التي عادت إلى سقف 100 دج، الذي بدأت به رمضان، ثم انخفضت بعد ثلاث أيام من الصيام إلى 40 و30 دج، والآن هي تحتفل بختام الشهر عند السقف المذكور، شأنها في ذلك شأن سلطة الخس التي تجاوزت 120 دج، بعد أن كانت عند 70 و60 دج قبل أيام فقط. أما بالنسبة للفواكه التي تزين الحلويات، فإنها التهبت بقوة، حيث تجاوز سعر الإجاص 150 دج، بعد أن كان عند 80 دج، فيما وصل سعر الموز 140 و150 دج، وسعر التفاح 150 دج وسعر العنب 140 إلى 180 دج، حسب النوعية، وذلك ما ألهب سعر الحلويات فزادت بنحو 30 إلى 60 بالمئة، حسب الحلواجيين، متفاوتة في النسب من حيث النوعية والكمية والشكل. وما زاد الطين بلة ارتفاع أسعار اللحوم، التي تجاوزت سقف 1100 دج للكلغ الواحد مؤخرا، بعد أن كانت عند 800 إلى 900 دج بالنسبة للحوم الحمراء، أما الدجاج فقد تجاوز 320 دج مرتفعا بنحو 20 إلى 50 دج عن الكلغ الواحد، ويتوقع الجزّارون أن ترتفع أكثر مع عيد الفطر، لإقبال الجزائريين عليها، مرجعين هذا الارتفاع إلى المضاربات لا غير.