صنفت بلدية ميزرانة الواقعة على بعد 35 كم شمال مدينة تيزي وزو ضمن المناطق الأكثر تضررا من الجماعات الإرهابية خلال العشرية السوداء، ولا تزال لحد الساعة ضمن مناطق العبور بمنطقة الوسط، نظرا لتضاريسها الجبلية الوعرة وموقعها الذي يتوسط ولايتي تيزي وزو وبومرداس بالجهة الساحلية· الوضع الذي دفع بالسكان لهجر قراهم والنزوح نحو المناطق الأكثر أمنا وحفاظا على حياتهم بعدما أصبح الإرهاب يهدد وجودهم وممتلكاتهم· حيث طالت الأعمال الإرهابية تهديد جل المؤسسات العمومية بالمنطقة بلغت حرق مقر البلدية على آخره، وأغلقت المؤسسات الصحية خوفا من استغلال عتادها وموظفيها من قبل الجماعات الإرهابية· بينما اضطرت العائلات المعوزة للبقاء في وسط الخوف والاضطراب الأمني متأقلمة مع الوضع حينها، إلا أنه ومع مرور الوقت استعادت بلدية ميزرانة التي يتناثر 70 بالمائة من إقليمها بأدغال غابات ميزرانة، أمنها واستقرارها بشكل نسبي، حيث تستمر 14 قرية تقطنها 9 آلاف نسمة في العيش بها في انتظار تحقيق تنمية تشمل كافة القطاعات خاصة الحيوية· تنصيب مقر للدرك في انتظار مراكز للعلاج ستتعزز ولاية تيزي وزو خلال السنة الجارية من 10مقرات إضافية لوحدات الدرك الوطني، إحداها ستستفيد منها بلدية ميزرانة في إطار توسيع التغطية الأمنية بإقليم الولاية، ونظرا لانعدام أي مركز أمني بميزرانة من المنتظر أن يتم تدعيمها بمقر لمصالح الدرك الوطني، وبلغت نسبة تقدم الأشغال في المركز الحالي 60 بالمائة حسب ما أكدته مصادر محلية، وذلك نزولا لدى رغبة المواطنين الذين ضاقوا ذرعا بالظروف الأمنية المضطربة، وقد رفع الكثير منهم السلاح للدفاع عن أنفسهم خلال التواجد الإرهابي· يتواجد قطاع الصحة ببلدية ميزرانة في وضع مزري، لافتقار المنطقة لعيادة متعددة الخدمات أو مصحح من شأنه توفير خدمات صحية في المستوى للمرضى ومواطني المنطقة حيث لا يتعدى دور المنشآت الصحية بميزرانة توفير أدنى الخدمات والإسعافات الأولية من تغيير للضماد وغيرها، في حين يضطر المرضى للتنقل إلى مدينة تيقزيرت الواقعة على بعد 10كم أو المناطق المجاورة بحثا عن العلاج، ويطرح الخطر على المرضى في الفترة الليلية خاصة مع الظروف الأمنية المطروحة، وطالب السكان بتدعيم العيادة متعددة الخدمات المتواجدة بوسط البلدية بالعتاد الطبي اللازم والفريق العامل بها وكذا تزويدها بقسم للاستعجالات وتجهيز قسم الأمومة المتواجد بها، حيث بقي هذا الأخير مغلقا منذ استلامه جاهزا ولم يستغل قط، وطالب السكان بتجهيز هذا المرفق الذي تعد ميزرانة بحاجة ماسة إليه، وإنهاء المعاناة التي تتكبدها الحوامل في رحلة توجههن إلى عيادات التوليد بالمناطق المجاورة· نقص للماء وغاز المدينة سيدخل المنازل قريبا تشكو أغلب قرى بلدية ميزرانة على غرار قرى المنطقة الشمالية بتيزي وزو من النقص الفادح في مصادر الماء الشروب حيث توجد قرى بأكملها لا تملك شبكة للمياه الصالحة للشرب، وتتوقف استعمالاتها اليومية على مياه الآبار والينابيع الطبيعية، هذه الأخيرة التي نزل منسوبها بفعل تحركات الطبقات السفلية، ما صعب من عملية استخراجها من قبل السكان، وتجدر الإشارة إلى أن بلدية ميزرانة مبرمجة ضمن المشروع الرامي لتموين شمال تيزي وزو والمنطقة الساحلية بالمياه الصالحة للشرب انطلاقا من سد تاقسبت، غير أن هذه المياه لن تصل القرى في المستقبل القريب لتشعب تضاريس المنطقة، ما يجعل من المعاناة مع الماء الشروب مستمرة، خاصة بالنسبة للقرى المتناثرة بقلب أدغال ميزرانة حيث تم تموينها انطلاقا من منطقة اعفير ببومرداس ولن تصلها مياه سد تاقسبت لبعد المسافة، حيث ذكرت مصادر محلية أنه سيتم تزويد القرى المعنية وهي (بومقر) و(تيبشارين) بخزان مائي خاص بهما وتستقدم المياه من اعفير لضمان تغطية حسنة بهذا المورد الحيوي· أدرجت بلدية ميزرانة ضمن البرنامج الخاص بالخماسي الممتد لسنة 2014 من أجل ربطها بالغاز الطبيعي، المورد الذي تنتظره المنطقة بفارغ الصبر نظرا للمعاناة التي يتكبدها المواطنون للحصول على غاز البوتان لمختلف الاستعمالات اليومية، في حين لا تزال مخاوف قاطني القرى المتواجدة بوسط الغابات مطروحة بشأن الخروج للبحث عن الحطب، حيث أكد مصدر من البلدية أنه تم إنهاء الدراسة التقنية لمشروع الربط بالغاز الطبيعي في انتظار انطلاقه، وقد زادت الحاجة للغاز منذ الأزمة التي تسببت فيها الثلوج التي تساقطت منذ نهاية شهر جانفي المنصرم، حيث عانى سكان القرى النائية من نقص وندرة غاز البوتان· الطريق الوطني رقم 24 ينعش التجارة تنتظر السلطات المحلية لبلدية ميزرانة على غرار البلديات الساحلية لولاية تيزي وزو انتعاشة اقتصادية كبيرة بعد إعادة بعث الطريق الوطني رقم 24 الذي أغلق لاعتبارات أمنية منذ أكثر من عقدين من الزمن وقد نزلت الجهات المعنية لدى رغبة التجار الذي ما فتئوا يطالبون بإعادة فتحه منذ سنوات بعد استقرار الوضع الأمني نسبيا بالمنطقة حيث أصبحت وضعية الطريق الوطني لا تختلف كثيرا عن تلك التي تعرفها معظم طرقات منطقة القبائل، وتصبو بلدية ميزرانة إلى استغلال شريطها الساحلي الممتد على طول7 كم في الجانب السياحي والتجاري وذلك لتعذر وجود شواطئ صالحة للسباحة، كما تجدر الإشارة إلى أن النشاط السياحي انتعش كثيرا في فصل الشتاء الجاري، حيث تعرف المناطق المحاذية للطريق الوطني رقم 24 إقبالا كبيرا للعائلات والمواطنين نظرا للمناظر الخلابة التي تتوفر عليها منطقة ميزرانة، رغم العمليات الإرهابية التي تعود بها الجماعات المسلحة بين الفينة والأخرى للواجهة·