لم تعد محلات التجميل تستقطب زبائن نسوة بل تعدى الأمر إلى استقبالها شبان من مختلف الأعمار لطلب بعض مواد التجميل، لا نقول أحمر الشفاه أو مصفف الرموش وإنما لطلب مواد لا تفضح مباشرة، إنهم يستعملون الماكياج إلا أنه لا ينتمي إلى صنف الماكياج على غرار مبيض الوجه أو (الفوندوتان) إلى جانب كريمات لحفظ نظارة الوجه والتخلص من الحبوب وحتى مراهم تليين الجلد والأطراف ومنع تساقط الشعر· نسيمة خباجة بات لا يحيرنا مطلقا رؤية بعض الرجال أو أشباههم إن صح القول وهم يتنقلون بين الشوارع في المحطات ووسائل النقل وهم يستعملون مواد تجميل متنوعة، فمن الكحل إلى مواد تبييض الوجوه إلى مراهم تفتيح البشرة وغيرها من المقتنيات التي أضحى الرجال يحققون جدارتهم في معرفتها ويستبقون بذلك الفتيات، ولا يقترن الأمر فقط بالحالات الشاذة التي شاع عنها استعمال الماكياج وإنما قفز الأمر إلى أشخاص عاديين بحثوا عن تحقيق جمالهم ورأوا أنه لا مانع من استعمال بعض المواد التي خصت المرأة مند زمن بعيد مع المحافظة على طبيعتهم الرجولية، ولذلك نجد فئتين وتكون فئة ثالثة من محبي تطبيق السنة، بحيث شاع عن بعض الرجال وضع الحناء والكحل إلا أن مظاهر تمسكهم بسنن دينهم الإسلامي الحنيف تكون ظاهرة على غرار اللحية البارزة ولبس القميص والتعطر بالمسك فشتان بينهم وبين الأصناف الأخرى اللاهثة وراء التشبه بالنسوة، ذلك السلوك الذي نهانا عنه الله تعالى لما فيه من تغيير في لخلق الله كما منع عن الأنثى التشبه بالرجال· إلا أن الآفات الاجتماعية التي بات يتخبط فيها مجتمعنا من كل جانب أدت إلى بروز تلك الظواهر المشينة التي لا تعكس شيم الرجولة والفحولة للرجل الجزائري، خاصة وأن الماكياج هو مخصص لزينة المرأة إلا أنه انتقل مؤخرا إلى العنصر الرجالي دليل ذلك تنافس الفئتين في المحلات التي تعرض مواد التجميل ما أكده لنا السيد عزيز صاحب محل لبيع مواد الزينة بكل أنواعها، قال إنه في السنوات الأخيرة وعلى غير العادة أصبح الشبان يزاحمون الفتيات في استعمال بعض مواد التجميل التي تحفظ خاصة غزارة الشعر وتليين الأطراف وحتى مواد تبييض بشرة الوجه، والأدهى من ذلك أنهم يحفظون أسماء أشهر الماركات العالمية، وقال إن الوضع طبيعي بالنسبة لبعض المراهم المستعملة في تليين الجلد أو منع تساقط الشعر، لكن أن يلحق الأمر إلى حد استعمال أحمر الخدود و(الفوندوتان) فذلك ما لا يتقبله عاقل، وقال إنه وقف على عينات تطلب ذلك وللأسف إلا أن مظهرهم لا يمت بالرجولة بأية صلة ويجمع بين الذكورة والأنوثة المصطنعة في غالب الأحيان مما يؤكد الظاهرة، ولعل أصدق مثال هو رؤية بدل المرة عشرات المرات أشباه رجال وهم يتنقلون بوجوههم الكاشفة للزينة المستعملة والتي وإن كانت على درجات خفيفة إلا أنها ظاهرة للعيان يتبعها تصفيفهم المحكم لشعرهم، وعادة ما يتفادى البعض النظر إليهم خاصة وأنهم أصناف لا تستحي من إطلاق بلائها على الآخرين مادام أنها أقبلت على تلك الأفعال الخبيثة·