** لدي أخت تزوجت وهي صغيرة من شخص غير سوي، وبدأت تنحرف أخلاقياً وهي عند زوجها، اكتشف زوجها أنها تخونه مع شخص فقام بطلاقها، وبعد مدة قام بإرجاعها، ولكنها لم ترجع إلى الله وتتوب إليه، بل استمرت في انحرافها· ومشكلتي التي أعيشها الآن هي أن زوجها اكتشف أنها على علاقة مع صديقه، ونزلت علينا المصائب والفضائح والأمراض من هذه الأخت، وبعد هذه الفضائح فكرتُ كثيراً في قتلها، لأنها دمرت حياتي وحياة أمي وأبي وأولادها· وقد اقترح عليَّ أحدُ الأقارب أن أودعها مستشفى الأمراض النفسية، وعلى الفور قمت بذلك، ولكنها هربت من المستشفى، وقامت بالإبلاغ عني لدى مركز شرطة بحجة أنني تهجمتُ عليها في بيتها، وآخر ما توصلنا إليه هو أن نتبرأ منها أمام الله والقانون وقد قمنا بذلك· أفيدونا مأجورين· * يجيب الشيخ يوسف البدري عن هذا السؤال بالقول: الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه ومن والاه، وبعد: فإني أسأل الله تعالى أن يفرج كربك، ويزيل همك، وألا يحمِّلك ما لا طاقة لك به، فمعاناتك مع شقيقتك حقاً مؤلمة موجعة، وللدنيا مع أهلها ابتلاءات وتقلبات، وما على أهل الإيمان إلا الصبر والاحتساب وحسن التوكل على الله تعالى، لكني أرى يا أخي أنكم بذلتم مع تلك الشقيقة كل حيلة، وسلكتم معها سعياً لهدايتها ولكبح جماحها كل وسيلة، لكني بعد كل هذا أنصحك بالآتي: 1- الصبر والاحتساب· فقد قال صلى الله عليه وسلم، فيما رواه الإمام البخاري (5642) ومسلم (2573): (ما يصيب المسلمَ من نصب ولا وصب، ولا همٍّ ولا حزن ولا أذى ولا غمّ، حتى الشوكة يُشاكّها، إلا كفَّر الله بها من خطاياه)· وفي الحديث الآخر يقول صلى الله عليه وسلم: (ما أصاب أحدا قط همّ ولا حزن، فقال: اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيَّ حكمك، عدل فيَّ قضاؤك، أسالك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو علمته أحداً من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني وذهاب همي، إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرحا)· رواه أحمد (3712) وصححه الألباني· 2- تذكر ابتلاء الله لنبيه نوح عليه السلام في ولده، ومع ذلك لم يقصر في نصحه ووعظه إلى ساعة الطوفان، وإلى أن حال بينهما الموج فكان من المغرقين، فلا تيأس ولا تمل من نصح شقيقتك مهما بلغت من تمرد وعصيان، وأرسل لها من النساء الصالحات من يعظها وينصحها ويأخذ بيدها إلى سواء السبيل· 3- لا تملكها أي مال فربما كان في تصرفها سفاهة مع ما ذكرت من تمرد· 4- خذ أبناءها وارعهم وعلِّمهم الدين، وربِّهم على الخير والفضيلة بعيداً عن أمهم فليست هي أمينة عليهم· 5- إياك ثم إياك أن تفكر في قتلها حتى لا تخسر دينك ودنياك مهما بلغت من معصية، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً)· أخرجه البخاري (6862)· 6- لا تحمِّل نفسك ما لا تطيق، فوراءك مسؤوليات أخرى -كما تقول- وعلى رأس ذلك والداك ثم أخواتك، وربما أبناء تلك الشقيقة- هداها الله للصواب، فإن الله تعالى يقول: (ولا تقتلوا أنفسكم) النساء 29، وقوله سبحانه: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) البقرة: 195، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا ينبغي للمؤمن أن يذلَّ نفسه)· قالوا: وكيف يذلُّ نفسه؟ قال: (يتعرض من البلاء لما لا يطيق) رواه الترمذي (2254) وابن ماجة (4016)، عن حذيفة رضي الله عنه، وقال الترمذي: حديث حسن غريب· 7- اعتزل هذه المرأة، ولا تجعلها تحطم عائلة بأكملها ف(كل امرئ بما كسب رهين) (ولا تزر وازرة وزر أخرى)· 8- جدد طلبك لها بالرجوع لتعيش في بيت والدك، لتكون بذلك تحت نظرك، فإن أبت فتبرأ منها مع متابعة أخبارها ولو من بعد· 9 . إن تابت أختُك هذه وعادت إلى الحق والتزمت وتركت ما هي فيه فاقبلوا منها ذلك وشجعوها على ممارسة حياة جديدة ولو في سكن جديد· وأخيراً (واصبر وما صبرك إلا بالله) ·· فرج الله كربك وهدى أختك ··