مع اقتراب عيد المرأة الذي يحتفل به العالم أجمع، عشية غد الخميس، تبدأ العديد من السيدات والفتيات في التحضير لهذا اليوم المميز الذي غالبا ما يبرمجن له خرجات إلى مطاعم، أو أماكن يتم فيها إقامة حفلات في هذا الجانب، هذا دون الحديث طبعا عن بعض الندوات والمحاضرات التي تحضرها المهتمات بالشأن السياسي والمجتمع المدني عموما، حيث لكل امرأة يومها، توجهها، وميولها، بينما يكون اليوم يومها ولا حق لأحد حرمانها الاحتفال به· غير أن ضريبة الاحتفال بهذا اليوم المميز، تقع دوما على عاتق الرجل دون شك، الذي عليه أن يحضر جيبه جيدا، لأجل دفع فاتورة ضخمة، من أجل اقتناء الهدايا والورود، التي غالبا ما تشهد ارتفاعا جنونيا وصاروخيا في مثل هذه المناسبات، كعيد المرأة وعيد الحب وعيد الأم، وغيرها من المناسبات الأخرى، فهي الفرصة المناسبة التي يمكن خلالها تحقيق أرباح معتبرة من طرف أصحاب المحلات والباعة أكثر من الأيام العادية الأخرى، كما أنها تعتبر فرصة حقيقية لبعض الشباب من أجل كسب مبالغ مالية مختلفة، عبر نصب طاولات لبيع مستلزمات الاحتفال بهذا اليوم، كالورود البلاستيكية والشموع والتحف التذكارية، وكل ما يمكن أن يجذب ويسيل لعاب أي امرأة، تشعر في الثامن من مارس أنها مميزة فعلا، وأنه يومها الذي لا يجدر بأي كان حرمانها الاستمتاع به، وكثيرات، قد يتنازلن عن 364 يوما في السنة لصالح علمهن ووظائفهن وأزواجهن وأبنائهن وأسرهن، والتزاماتهن، ومسؤولياتهن، ولكن من سابع المستحيلات أن يتنازلن عن أمسية الثامن مارس ولو كن سيقضينه في البيت أمام شاشة التلفاز، فرمزية اليوم بالنسبة إليهن تجعلهن يتمسكن به أشد التمسك· للوقوف على أسعار بعض الهدايا، بأنواعها، وأيضا الورود، قمنا بجولة إلى عدد من المحلات، والأسواق الشعبية، كسوق بن عمار بالقبة، اقتربنا من (رضا) أحد باعة العطور ومواد التجميل المختلفة الذي أكد أن أسعار العطور، حتى البسيطة منها، دون الحديث عن الغالية والمستوردة، تشهد ارتفاعا صاروخيا في أسواق الجملة، في هذه المناسبة، بسبب ارتفاع الطلب عليها، من طرف أصحاب المحلات مثله، وأيضا من طرف المؤسسات والشركات والجمعيات وغيرها من الهيئات التي تقتني العطور لإهدائها لموظفاتها من السيدات عشية الاحتفال بعيد المرأة، وطبعا فإن الأمر ينعكس تلقائيا على أسعار هذه السلع لدى أصحاب محلات التجزئة، ففي الوقت الذي يباع فيه مثلا عطر بسيط جدا ومقلد من نوع (نينا ريشي) ب300 دج في الأيام العادية، يرتفع إلى 600 دج عشية الاحتفال بعيد المرأة، رغم أنه مقلد وليس أصليا، ولكن مثلما يقال، فإن المارة الجزائرية، تقنع دائما بالهدية مهما كانت بسيطة، عملا منها بالمثل القائل (الحجرة من عند الحبيب تفاحة)، فيما تختلف قيمة الهدية، باختلاف القدرة الشرائية لكل شخص· أما بالنسبة للورود التي تعتبر أمرا إلزاميا، يكاد يكون مقدسا، لدى السيدات في عيد المرأة، فإن أسعارها هي الأخرى تشهد ارتفاعا جنونيا، لا سيما الطبيعية التي تكون في الغالب معروضة بسعر ما بين 70 إلى 100 دج للوردة الواحدة، فيرتفع إلى 150 أو 200 دج خلال عيد المرأة، في حين أن البلاستيكية التي لا يتجاوز سعرها في الأيام العادية 20 دج، تصل إلى 50 و70 دج، ويختلف السعر باختلاف النوعية والحجم، وتنتشر الطاولات التي يخصصها بعض الشبان بكافة أحياء العاصمة تقريبا، لهذا الشأن، ولا تكاد ترى امرأة تمر بالشارع، فتاة أو سيدة أو حتى عجوزا، لا تحمل في يديها، وردة حمراء، أو هدية، مهما كان نوعها، وهي تسمع عبارات التهاني في كل مكان، ومن طرف الجميع، حيث يكون هذا اليوم اليوم الوحيد الذي تملأ فيه الابتسامات والضحكات وأجواء الفرح قلوب الجزائريات جميعا، قبل أن يستأنفن في اليوم الموالي حياتهن العائلية والمهنية ويعدن إلى روتين يومياتهن مجددا، بانتظار ثامن مارس آخر·