مع العد التنازلي لاقتراب عيد المرأة تستعد الكثير من النسوة للاحتفال بذلك اليوم سواء المرأة العاملة أو الماكثة في البيت فهو يوم ليس كسائر الأيام، واعتادت السيدات على الاحتفال به كتقليد سنوي، ويكون ذلك ببرمجة جولات أو بالحضور إلى الحفلات ومعارض الأزياء التي يكثف التحضير لها من الآن، وتمتلئ بذلك صالونات الحلاقة بالنسوة منذ صباح ذلك اليوم بغية الظهور في أبهى حلة، وحتى هناك من تقدم على اقتناء ملابس خاصة بذلك اليوم وكأنه عيد حقيقي· ومنهن من يهدفن بذلك إلى إعادة ولو جزء بسيط من حقوقهن أو لأجل إبراز أدوارهن في المجتمع وإثبات الحضور أو حتى تذكير من نسوا الدور الذي لعبته المرأة بالأمس واليوم· في هذا الصدد ارتأينا الاقتراب من بعض النسوة بمختلف شرائحهن سيدات عاملات وطالبات وحتى ماكثات بالبيت من أجل الوقوف على كيفية تمضيتهن لذلك اليوم أو نصف اليوم بالنسبة للعاملات باعتبارها أمسية مدفوعة الأجر كهدية تقدم للمرأة في عيدها، فاختلفت آراؤهن، فهناك حتى من اعتبرته يوما عاديا في سجل حياتها لا يطرأ فيه أي تغيير تجتازه مثل بقية الأيام· الآنسة مروة، طالبة في العلوم التجارية، قالت إن يوم 8 مارس تنتظره مع صديقاتها من أجل تمضيته في اللعب واللهو والفرح ولا مكان للغضب في ذلك اليوم كونه يوما خاصا يكون فيه للمرأة القسط الوافر من الاهتمام من الأخ والأب والزميل والزوج والصديق، ويقف الكل على دورها البارز في بناء المجتمع فهي نصفه كما يقال بل هي المجتمع كله· وعن التحضير لذلك اليوم قالت إنها برمجت جولة مع صديقاتها إلى حديقة التسلية ببن عكنون وسيتناولن الغذاء معا ثم يقمن بجولة هناك مع أخذ صور تذكارية بالمناسبة· السيدة ربيعة عاملة بالوظيف العمومي قالت إنها وبعد الاحتفالية التي سيحظون بها في صبيحة ذلك اليوم من طرف إدارة المؤسسة التي تعمل بها ستكون الوجهة بعد ذلك إلى حضور حفلة من الحفلات المسطرة في ذلك اليوم وكذا عروض الأزياء المنوعة التي تتبعها معارض لإبراز فنون المرأة وإبداعات أناملها على غرار الخياطة والتفصيل وميدان الحلويات إلى غيرها من الحرف الفنية التي تبرمجها النوادي الثقافية بالمناسبة· أما الحاجة مليكة في العقد السابع قالت إنها لا تبرح البيت في ذلك اليوم إلا أن بناتها يتهاطلن عليها بالهدايا في المساء ويخلقن أجواءا خاصة يملأها الحنان والعطف والحب بينها وبينهن، وأضافت أن لذلك اليوم جو خاص ببيتها فحتى العشاء المحضر يتوافق والمناسبة ويكون من نوع خاص ليكسب زوجها وأبناءها الرهان في ذلك اليوم· السيدة سمية ماكثة بالبيت قالت إن ذلك اليوم لا يختلف عن بقية الأيام بالنسبة لها وهي لا تعترف به خاصة وأن قيمة المرأة لا تنحصر في ذلك الاحتفاء بل وجب الاعتراف بها في كل يوم وليس في يوم واحد، وأضافت أن زوجها وأبناءها لم يضيعوها في ذلك الجانب فهي سيدة القرار بالبيت وتلك المكانة تحس بها في كل يوم وليس فقط في عيد المرأة المصادف للثامن مارس من كل سنة، وكل الأيام هي عيد بالنسبة لها في كنف الأسرة والزوج والأبناء·