تزامنا مع عيد الأم الذي حل علينا بالأمس لبست معظم الأزقة والشوارع حللا جميلة ملأتها الورود الحمراء وشتى أنواع الهدايا الأخرى من عطور وملابس لاسيما وانه يصادف الأحد الأخير من شهر ماي من كل سنة إلا أن الشيء الذي لاحظه الجميع هو الغلاء الفاحش لجل الهدايا حتى الورود التي صعدت إلى 200 دينار للوردة الواحدة الأمر، الذي ابعد الكثيرين عن اقتنائها وفضلوا الاهتداء إلى حلول أخرى من شانها أن تقضي على الجشع المعلن من طرف التجار الذي بات اغتنامهم للفرص والمناسبات عرفا متداولا لديهم ولم يسلم حتى عيد الأم من تلك العدوى التي باتت تلاحقه. فبعد عيد المرأة الذي يشهد هو الآخر لهيبا في أسعار الهدايا ومختلف السلع التي لها علاقة مباشرة بإحياء العيد، ها هو عيد الأم يواجه نفس المصير إلى درجة حيرت الكل في الهدية التي ستسلم إلى أغلى ما في الوجود لاسيما الطلبة الذين أرهقت جيوبهم أسعار تلك الهدايا التي على الرغم من جمالها سعرها لم يلائم قدراتهم المادية. وقد اتجه الكثيرون إلى الاعتماد على "التورتات" أو أقراص الحلويات المختلفة الأشكال والتي وفرتها المخابز في ذلك اليوم، وأجلت الهدية إلى حين انخفاض الأسعار، عن هذا قالت الآنسة منال أنها عهدت على تسليم هدية لأمها في عيد الأم تعبيرا منها على حبها لها إلا انه في هذا العام دهشت لتلك الأسعار التي عرضت بها اغلب الهدايا فحتى الورود الاصطناعية المنمقة صعدت إلى 200 دينار أما الطبيعية فتراوحت بين 100 إلى 150 دينار، وعرفت المقتنيات التذكارية الأخرى نفس الأسعار على غرار القلوب الحمراء وكذا قوالب الصابون الصغيرة التي ارتفع ثمنها إلى 300 دينار تبعا للمسات الجمالية التي ألحقت بها لذلك اتجهت في هذا العام إلى اقتناء تورتة من الحجم الكبير كهدية لامها للاحتفال بالمناسبة في جو عائلي حميم، ونار الأسعار أجبرتها على تأجيل منح الهدية،وهو العرف الذي سوف لن تتراجع عنه وسوف تقتني لها هدية بمجرد عودة الأسعار إلى طبيعتها. الآنسة كاتيا لاحظت هي الأخرى الارتفاع الذي شهدته بعض المقتنيات التي تقدم كهدايا في عيد الأم على غرار الورود والعطور مما اجبرها على العودة إلى الملابس واختارت أن تقدم لها في هذا العام جبة زاهية اللون يليق لبسها والموسم من اجل الاستفادة منها ورأت أنها أحسن بكثير من تقدم شيئا آخر بلغ سعره الذروة تزامنا مع عيد الأم. وكان للأمهات رأي في الموضوع حول حيرة الأبناء في تقديم هدية عيد الأم كعربون محبة لهم بحيث قالت إحدى الأمهات أن فرحة الأم في عيدها تكون برؤية أبنائها وهم ملتحمين فيما بينهم وفي تراص بناء الأسرة أما الهدية فلها وزن لكنها أتت أو لم تأت فالأبناء هم هدية الأم في عيدها بنجاحهم وسعادتهم والتفافهم حول والديهم.