أوصى المجتمعون في مؤتمر (سبل النهوض بالجاليات المسلمة في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي) بالعناية بدراسة القرآن الكريم وحفظه، وإبراز السنة النبوية والاهتمام بتدريس اللغة العربية بجانب مجموعة أخرى من التوصيات في ختام مؤتمرهم الذي عُقد في قاعة المؤتمرات بمركز الملك فهد الثقافي الإسلامي بالعاصمة الأرجنتينية بيونس آيرس· وناقش المشاركون جميع المحاور التي أدرجت على جدول أعمال المؤتمر خلال ثلاثة أيام، والتي اشتملت على تاريخ المسلمين في أمريكا اللاتينية وتأثيرهم الحضاري في تلك المنطقة، والعقبات التي تعترض النهوض بالجاليات والحلول المقترحة وكذلك الاندماج الإيجابي للجالية في المجتمعات التي تعيش فيها· وقد دعي للمؤتمر مركز خادم الحرمين الشريفين في بوينس آيرس وتحت دعم وإشراف وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف السعودية· وشارك في أعمال المؤتمر شخصياتٌ علمية واجتماعية من مختلف دول أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي وبعض الدول العربية والإسلامية، كما شارك في حفل الافتتاح سفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية العربية والإسلامية لدى الأرجنتين· وقد شكل المؤتمر فرصة للتعارف وتبادل الأفكار بين قادة العمل الإسلامي في أمريكا اللاتينية ومهد أرضية لوضع خطط إستراتيجية لمستقبل أفضل لمسلمي هذه القارة حسب المنظمين· وتركزت توصيات المؤتمر على محورين أساسيين الأول هو: الاهتمام بالمسلمين عبر العناية بالقرآن الكريم دراسة وحفظاً، وإبراز السنة النبوية والتعريف بالصحابة الكرام، وبناء المدارس والمساجد، والاهتمام بتدريس اللغة العربية، والتوسع في قبول المنح الدراسية في الجامعات والمعاهد الإسلامية في البلاد العربية لطلاب دول أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي، وإنشاء مواقع على شبكة الأنترنت والتواصل الاجتماعي للمساعدة في تثقيف الجالية، والاهتمام بشؤون المرأة المسلمة، ورعاية المسلمين الجدد، والعمل على إيجاد وقف إسلامي· وأما المحور الثاني هو الاهتمام بالتعريف بالإسلام عبر العمل على إنشاء كراسي علمية في جامعات دول أمريكا اللاتينية للتعريف بالإسلام وحضارته· وبجانب الهموم الخاصة بمسلمي أمريكا اللاتينية، تطرق المشتركون بالمؤتمر إلى الأحداث المؤسفة التي تجري في سوريا منددين ومستنكرين الأحداث الدامية والقتل المروع وانتهاك الحرمات والحقوق الشرعية والإنسانية والدولية، داعين إلى الوقف الفوري لإطلاق النار والقتل وسحب آلة الدمار وتنفيذ قرارات جامعة الدول العربية فوراً· وكذلك لم ينس المشاركون في المؤتمر ما تتعرض له أرض فلسطينالمحتلة وشعبها، منبهين في الوقت ذاته بالمصالحة الوطنية الفلسطينية، مع التأكيد على أن القدس عاصمة فلسطين، كما أكد ممثلو الجاليات الإسلامية في أمريكا اللاتينية الوقوف مع الأرجنتين حكومة وشعباً في استرداد جزر المالفيناس وإعادة الحقوق إلى أصحابها· والجدير بالذكر أن عدد المسلمين في دول أمريكا الجنوبية والكاريبي يقدر بحوالي 4 ملايين شخص، بحيث يقطن أكثر من مليون ونصف مليون مسلم في البرازيل، فيما يعيش قرابة 800 مليون مسلم في الأرجنتين وأما البقية فتتوزع في بقية الدول·