تستضيف العاصمة الإسبانية مدريد في ال 15 من سبتمبر المقبل فعاليات مؤتمر مسلمي أمريكا اللاتينية والكاريبي الناطقين بالإسبانية لبحث دور الحوار بين الإسلام والأديان في تحقيق التعايش السلمي، وذلك بالتعاون بين وزارة الخارجية الإسبانية والمنظمة الإسلامية لأمريكا اللاتينية التي تتخذ من العاصمة الأرجنتينية بيونس آيرس مقرا لها. وقال الأمين العام للمنظمة المهندس محمد يوسف هاجر بحسب جريدة »الوطن« السعودية: إن المؤتمر الذي يستمر3 أيام سيضم نخبة من المسلمين الإسبان ذوي الأصول العربية في أمريكا اللاتينية ودول الكاريبي يمثلون مختلف المجالات من سياسيين وفنانين وأكاديميين ومعماريين يناقشون تاريخ الإسلام في قارة أمريكا اللاتينية والتعاون بين الأديان لخدمة التعايش والمسلمين العرب في الحياة العلمية والثقافية والأكاديمية في دول أمريكا اللاتينية ومساهمة المسلمين في تنمية دول القارة، وكذلك تأثير العمارة الأندلسية التي نقلها المسلمون الإسبان إلى أمريكا اللاتينية. أما عن رؤيته لقضية الحوار بين الإسلام والغرب للتعايش وتصحيح صورة الإسلام فقال هاجر: »إن الحوار بالنسبة إلينا ليس خيارا بل واجبا ذكره القرآن الكريم في العديد من آياته، وأوردته السنة المطهرة في جملة أحاديثه صلى الله عليه وسلم، وهو نداء يناجي ضمير الفرد ووجدانه لنصل معه إلى نوع من التفاهم وإلى إشاعة أجواء السلم الدائم، وإحقاقا للحقيقة فإنني أظن أن الحوار بين الأديان القائم بين المؤسسات الدينية قد بدأت طاقته بالنفاد وتراجعت قوته الدافعة لاعتماد الأطراف المتحاورة على مرجعياتها العقدية، ولما كانت الأمور العقدية غير قابلة للتفاوض فإن الحوار اتجه نحو المساحات العقيمة، ولكن الحوار الدائر بين المفكرين المنتمين إلى مختلف الثقافات سلك مسلكا مغايرا، فاعتمد على مرجعية العقل في التعاون بمعزل عن القضية العقدية. وأوضح هاجر أن الالتزام بالعقيدة لا ينفي البحث عن أعمال العقل والنظرة في الفضاء الرحب بحثا عن التواصل الإنساني من أجل خير الإنسان، أما الحوار لمؤسسات المجتمع المدني فهي بدورها تتجه نحو التقارب طالما كان الإنسان هدفها، وكان عملها ساعيا لتحقيق كرامته وصيانتها ولحفظ حريته وحقوقه الآدمية والوصول به إلى مستقبل كريم. وشدد هاجر على أهمية الحوار بين الثقافات لترسيخ السلام وتحقيق التعايش، وقال: إن الإنسان اليوم مدعو للإسهام النشط للتصدي لآثار السياسة الحمقاء والتخفيف من مخلفاتها، وعلى المفكرين الأحرار وقادة المجتمع المدني والجامعيين وكل رجال الدين الداعين حقا للمحبة والسلام أن يتكاتفوا في سبيل تغيير إستراتيجية الأزمة التي تمارسها الشوفينية إلى إستراتيجية التفاهم والتعاون إذا كانوا يرغبون حقا في تغيير السياسة.