لا يزال القرآن الكريم يشهد إقبالاً على ترجمته إلى لغات العالم المختلفة لتلبية حاجة المسلمين المتحدثين بغير العربية والراغبين في التعرف على الإسلام وفهم وتدبر آيات كتاب الله.. آخر هذه الترجمات كانت إلى لغة محلية بإحدى جزر بحر الكاريبي. فبعد 7 سنوات من العمل الدءوب، يترقب المسلمون بجزيرة "كروثاو" -في بحر الكاريبي شمال فنزويلا- خلال الأيام القليلة المقبلة طرح أول نسخة مترجمة من القرآن إلى اللغة البابيانية (بابيامينتو) في الأسواق. وبحسب صحيفة "ألس نوتيسياس" الكاريبية، فإن هذه النسخة التي قام على ترجمتها 25 شخصًا حتى تم الانتهاء منها مؤخرًا بعد 7 سنوات من العمل، وأُجري عليها سلسلة دراسات وأبحاث، صبّت كلها في مدى تطابق الترجمة إلى البابيانية مع الآيات الأصلية في القرآن. وجاءت مبادرة هذه الترجمة على يد رجل أعمال محلي مسلم يُدعى "ناصر حكيم" والذي عبّر مرارًا من قبل عن رغبته في ترجمة القرآن إلى اللغة المحلية، وهو ما تم أخيرًا بتعاون بينه وبين إحدى دور النشر بالجزيرة. وفي تعليقه على الانتهاء من النسخة في الجزيرة التي يعيش بها وفي غيرها من الجزر المجاورة آلاف المسلمين، بعضهم من أصول عربية، قال حكيم: "كنت دائمًا أدعو إلى احترام جميع المعتقدات والديانات والتعريف بها". وتسود اللغة البابيانية على الخصوص في عدد من جزر الكاريبي، خاصة الأنتيل الهولندية، وكروثاو وبونير وأروبة، وهي خليط من الإسبانية والبرتغالية والهولندية، حيث تحتوي على 60% من المفردات والقواعد الإسبانية؛ نظرًا لأن أصلها من فنزويلا الناطقة بالإسبانية. كما تضم 20% من المفردات البرتغالية، والباقي من اللغة الهولندية، حيث إن هولندا كانت تستعمر عددًا من جزر بحر الكاريبي. تزايد المسلمين وعن أبرز أسباب الإقدام على هذه الترجمة، أوضحت دار النشر التي أصدرتها، أن هذا يرجع إلى تزايد عدد المسلمين في جزر الكاريبي، وأن الطبعة الأولى ستحاول تلبية جزء من الطلب عليها، لحين إصدار طبعات أخرى لاحقًا. وتشير عدد من الهيئات الإسلامية في أمريكا اللاتينية إلى أن موجة اعتناق الإسلام في جزر بحر الكاريبي تشهد تصاعدًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة. ويقول خوسي بيشنر الصحفي بجريدة "إيل نويفو هيرالد" في جزيرة ترينيداد: "إن اعتناق السكان للإسلام أصبح ظاهرة ملحوظة في السنوات القليلة الماضية". وأوضح أن: "الكثيرين منهم يعتنقون الدين الجديد لسببين، الأول هو اقتناعهم بالقيم الروحية التي يمنحها إياهم، والسبب الثاني هو أنه يدعو إلى العمل، وهذا ما جعل الكثير من معتنقيه يخرجون من شرنقة الفقر الذي كانوا يعيشون فيه". وحسب "إيل نويفو هيرالد"، فإن عددًا من الجماعات الإسلامية الدعوية الصغيرة المنتشرة في الكاريبي تعتمد نفس الوسائل الدعوية والتنظيمية التي تعتمدها الجماعات الإسلامية في أمريكا الشمالية، وفي المدن الأمريكية على الخصوص. أ ف ب