نظمت بعض القاعات احتفاليات متنوعة بمناسبة عيد المرأة إلا أن أجواءها الخارجية لا تعبر أبدا عن الاحتفال ولا تعكس حفظ كرامة المرأة بالنظر إلى التدافع والطوابير الطويلة التي شهدتها مختلف القاعات، وحتى منع بعض الفتيات من الدخول إلى داخل القاعات مما يؤدي إلى إفراز نوع من الإهانة والمذلة وتصوير مشاهد على مستوى الطرقات تحط من قيمة المرأة وجعلت البعض يسخرون من هؤلاء اللواتي ظهرن وهن يتدافعن على مستوى بعض المداخل الرئيسية لبعض القاعات التي شهدت فوضى عارمة على غرار قاعة الموقار وقاعة الأطلس بالعاصمة، حتى أن بعض الأعوان منعوا الأفواج الأخيرة من النسوة من الدخول وتحججوا بالاكتظاظ داخل تلك القاعات، فيما تمسكت بعض الفتيات بالدخول ودخلن في ملاسنات وعراكات مع هؤلاء الأعوان· وظهرت الأسوار المحاذية لبعض القاعات وهي تمتلئ عن آخرها بحيث اعتلت بعض الفتيات بتلك الأسوار وتسلقتها في صور مهينة، وكان كل من يعبر من تلك النواحي يرسل نظرات تعجب، وحقيقة كيف لهؤلاء أن يتعرضن إلى تلك المواقف المخجلة التي لا تمت للأنوثة بصلة وبطبيعة الفتاة الجزائرية لأجل حفلة غنائية لا تسمن ولا تغني من جوع، وما زاد من حدة المشكل هو تعنت بعض أعوان الأمن وتشبثهم بمنعهن من الدخول من أجل إذلال المرأة في عيدها العالمي بدل تكريمها وتبجيلها، وكان على هؤلاء مغادرة المكان وعدم إعطاء الفرصة لأي كان للتقليل من شأنهن وتفادي البهدلة· إلا أن تهور بعض الفتيات وخفتهن واستسهالهن لكل الأمور مهد الطريق لصنع تلك المشاهد المخجلة والمواقف المؤسفة عبر كامل الطرقات، ما صادفناه على مستوى قاعة الموقار أين ظهرت جموع من الفتيات في مناظر يندى لها الجبين وهن يعتلين الأسوار ويتدافعن لأجل الدخول إلى حفلة أحياها المطرب سمير تومي بالمناسبة مما أفرز بعض التعليقات الساخرة تارة والمتضامنة تارة أخرى، بحيث بين بعض العابرين دهشتهم من عدم السماح لهن بالدخول إلى القاعة في يوم عيدهن، فيما رأى البعض الآخر أن عدم حضور تلك الحفلة لا تعني نهاية العالم وكان عليهن مغادرة المكان فور المنع وليس المكوث هناك وتعرضعن إلى نظرات الاحتقار من طرف البعض، خاصة وأنهن ظهرن في مواقف كارثية ميزها التدافع على مستوى المداخل الرئيسية وكذا الملاسنات والصراخ من طرف بعضهن، فيما تسلقت أخريات بعض الأسوار المتاخمة للقاعة طمعا في السماح لهن بالدخول· نفس الموقف تكرر بقاعة الأطلس أين أقام الشاب يزيد حفلا على شرف النساء، وشهد المدخل الرئيسي تدافعا من طرف النسوة فيما بقيت العشرات خارج القاعة، ونفس الحجة تمسك بها الأعوان وهو فك الاختناق الذي تشهده القاعة من شدة الاكتظاظ·