أطلق تجمع الشباب الجزائري (رجاء للتضامن والتنمية) أمس السبت بالجزائر العاصمة مبادرة جديدة تطمح إلى تشكيل (هيئة ملاحظين وطنيين للانتخابات بطريقة تسمح باقحام المجتمع المدني لضمان انتخابات حرة ونزيهة)· وأوضح رئيس جمعية (رجاء) السيد نبيل محمد يحياوي خلال ندوة نظمتها الجمعية تحت عنوان (دور المجتمع المدني في الملاحظة الوطنية) أن (هذه المبادرة تعدّ الأولى من نوعها بالجزائر وتهدف إلى تأسيس جبهة وطنية مختصّة في ملاحظة ومرافقة العملية الانتخابية تكريسا لقيم الديمقراطية)· وأضاف رئيس جمعية (رجاء) أن هذه المبادرة جاءت على ضوء خطابات رئيس الجمهورية الداعية إلى توعية الشباب بضرورة المشاركة في الإنتخابات ومرافقتهم وتذكيرهم بأهميتها مبرزا خطورة ما أسماه ب (شراء الذمم)· وأشار رئيس الجمعية إلى أن حضور شخصيات هامّة لهذه الندوة أمثال السيد فاروق قسنطني رئيس اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان والحقوقي حسين زهوان ورئيس اللجنة الوطنية لمراقبة الإنتخابات السيد محمد صديقي، إضافة إلى ممثّلين عن المجلس الوطني الإقتصادي والإجتماعي وممثّلي المجتمع المدني يعدّ (دعما حقيقيا لهذه المبادرة) التي سيعقبها لقاءات تحسيسية على المستوى المحلي والجهوي· من جانبه، أكّد الاستاذ كمال غرابة أن الجزائر شهدت في الاستحقاقات الماضية حظورا متواصلا لملاحظين من منظّمات وهيئات دولية والوقت ملائم -يضيف المتحدث- ل (نرتقي بأنفسنا لتأسيس ملاحظة انتخابية وطنية دون خلفية سياسية ولاوصاية دولية)· ومن جهته، أكّد الدكتور في العلوم السياسية ورئيس المعهد الوطني للدراسات الإستراتيجية والامنية محند برقوق في مداخلة بعنوان (دور المجتمع المدني في تأسيس الملاحظة الوطنية للانتخابات) أنه في ظل التحولات الدولية )برز دور المجتمع المدني في قيادة المجتمعات) ومن غير المعقول-يضيف- أن يكون (المجتمع المدني الجزائري في معزل عما يهم الجزائريين)· وأبرز االدكتور برقوق في مداخلته أن (المجتمع المدني لا يمكن أن يكون مراقبا، بل ملاحظا للانتخابات)، مشيرا إلى أن شرط الكفاءة والإطار القانوني المنظّم لهيئة الملاحظة الوطنية للانتخابات غير متوفر باستثناء خطاب رئيس الجمهورية المؤرّخ في 24 فيفري المنصرم، وترتكز المراقبة -حسبه- على عوامل أخرى تتمثّل في (التكوين المستمر لهذه الكفاءات وبلوغها مستويات عالمية إلى جانب شرط الحياد وعدم الانحياز)، موضّحا أن المجتمع المدني (يمكنه المشاركة في 15 عملية تمرّ بها العملية الانتخابية قبل وأثناء وبعد الانتخابات)· وحسب المختص في العلوم السياسية (فإن الإرادة السياسية متوفّرة) لتمكين المجتمع المدني من مراقبة الإستحقاقات وتحصي الجزائر - حسب الدكتور برقوق - (حوالي 90 ألف جمعية وطنية ومحلية من بينها أكثر من 20 ألف جمعية وطنية)، واعتبر أن تكوين الإطارات كملاحظين وطنيين تحتاج مزيدا من الوقت لاختيار مراقبين وطنيين وطريقة تشكيلهم في مجموعات، مشيرا إلى أهمّية التنظيم في شبكات أو مرصدا مختصّا في ملاحظة الانتخابات·