** أنا مطلقة ولدي ثلاثة أولاد وبنت عمرها عشر سنوات، أسكن مع والدي وزوجته، وأخ شقيق·· المشكلة أن ابنتي أخبرتني والدموع في عينيها أن زوج أختي تحرش بها عدة مرات، فوضع يده على صدرها، وزوج أختي هذا تعدّه ابنتي أبًا لها، ولا أدري ماذا أفعل؟ هل أخبر الوالد وأنا أعلم أن كل شيء لا بد أن يخبر به زوجته حتى ولو كان من أخص خصوصياتنا، وسينتشر الخبر عند المعارف، وسيؤثر رأيها في الحل، خصوصا أن لها بنتًا وقد أخبرتني بلمسه لصدرها أيضاً، فهل أخبر أخي أم أتصرف أنا؟ أرشدوني جزاكم الله خيرًا·· * الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: أختي الكريمة: والله إن القلب يتوجع ويتمزق مما يسمع ويرى من الانحطاط الأخلاقي وضياع القيم، وفساد الدين، وزنا المحارم الذي تفشى في هذه الآونة الأخيرة بشكل مذهل وشاع فيها الإعلان عن الفاحشة والمجاهرة بها عند بعض المسلمين الذين أوصاهم دينهم بحسن الخلق ومكارم الأخلاق كما يقول حبيبنا صلى الله عليه وسلم: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)·· وحذرهم الله تعالى من العذاب الأليم في الدنيا والآخرة بقوله سبحانه (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون) النور: 19.. (يوم تشهد عليهم ألسنتُهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين) النور: 24· المصيبة الأكبر عندما يصدر السوء من الأقرباء، فهنا يكون الجرح أعمق، والمصيبة أكبر، وكما يقول الشاعر: وظلم ذو القربى أشد مضاضة * على النفس من وقع الحسام المهند سبحان الله كيف يجرؤ إنسان مسلم على انتهاك حرمة الله؟! كيف أصبح زنا المحارم منتشرًا في بلداننا الإسلامية بشكل رهيب؟ كل يوم نسمع عن مثل هذه المصائب وهذه الانحرافات المخجِلة·· أختي الكريمة: أنت لم تبيني إذا كان زوج أختك يعيش معكم في البيت·· أي أن تواجده باستمرار، أم هي زيارات فقط؟ هل رأيت تحرشه بابنتك أو أختك أم أنه مجرد كلام البنات؟ في أي الأوقات يتحرش زوج أختك بابنتك أو أختك، وأتساءل: وأين أنت؟ ألست موجودة بالبيت؟ ألم تشعري أو تشكي في تصرفاته أو سلوكه؟ أو هل تستطيع أن تمسكيه بالجرم المشهود·· لأنه قد ينكر وليس عندك من دليل·· لابد أن توقفيه عند حده وتصارحي أخاك بشكوكك ومخاوفك، ولكن بشرط أن يكون أخوك حكيمًا ويتصرف بهدوء وبدون تهور·· وإذا لم يكن أخوك حكيمًا فتصرَّفي أنت، بحيث لا يتسبب الأمر في الإساءة إلى البنات، فإذا كان ما تقولين عن زوج أختك صحيحًا فهو إنسانٌ مريض وحقير وخطير، ويجب الحرص في التعامل معه، وحاولي إبعاد البنات عنه، وألا يتواجدن معه بمفردهن، لأن هذا الأمر سيؤثر في نفوسهن وله نتائج سلبية ونفسية عليهن مستقبلاً·· فاحرصوا على حل المشكلة بروية وهدوء، وإذا لم يجدِ نفعاً وتطلب الأمر أن تخبري والدك فافعلي، لإيقافه عند حده، وعدم عودته لهذا الأمر، لأن هذا الشخص لا يؤمَّن حتى على بناته، ويجب مراقبتُه باستمرار، وإذا استمر في غيِّه وسلوكه السيئ فيجب إخبار أختك لتحرص على بناتها من أبيهم إذا كان لديه بنات، إلا إذا تاب وندم على ما بدر منه فالله غفور تواب رحيم، والستر واجب·· والله يحفظ ابنتك وبناتنا وبنات المسلمين ويستر عليهن في الدنيا والآخرة· * عن (الإسلام اليوم) * لقد حذرهم الله تعالى من العذاب الأليم في الدنيا والآخرة بقوله سبحانه (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون) النور: 19·· (يوم تشهد عليهم ألسنتُهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين) النور: 24·