انتشرت مؤخرا عبر العديد من الأسواق في الجزائر، تجارة المواد البلاستيكية، من علب وأواني كالأكواب والصحون، وهو ما جعل الإقبال عليها يكون كبيرا من قبل المواطنين، خاصة وأن أسعارها تتناسب وقدرتهم الشرائية، بالإضافة إلى جمال أشكالها وألوانها التي تسحر الناظر إليها، غير أن مادة البلاستيك لم تسلم هي أيضا من سلسلة المخاطر التي طالت أغلب المواد الأولية والاستهلاكية، فهاهو الدور يأتي عليها، خصوصا وأن العديد من الدراسات الحديثة، أثبتت مخاطرها الكثيرة على صحة المستهلك· وعليه فقد دق الخبراء ناقوس الخطر حول هذه المادة التي تدخل في عدد كبير من استهلاكات المواطنين، أي أن صنع الأواني من البلاستيك، من أجل استعمالها في حفظ واستهلاك المأكولات، يعرض المستهلكين للكثير من التعقيدات الصحية، التي تصل في كثير من الأحيان إلى الإصابة بمرض السرطان مستقبلا· إن استعمال المواد البلاستيكية، أمر اعتاد عليه المواطنون الجزائريون منذ زمن بعيد، خاصة في الحمامات، غير أن إدخال هذه المادة إلى المطبخ، وجعلها المادة الأولى من حيث الاستعمال، هو ما يدفعنا إلى أخذ الحيطة والحذر، وذلك وسط التحذيرات الكثيرة للمختصين في مجال الأغذية، والتهافت الكبير على اقتنائها بمختلف أشكالها وأنواعها من طرف المواطنين، لأن تغليف المواد الغذائية وتخزينها، يعجل من إنقاص القيمة الغذائية لمأكولاتنا، وهو ما من شأنه تعريض صحة المواطنين لخطر الإصابة بعدة أمراض· لقد غزت العلب والأكواب والأطباق البلاستيكية، على اختلاف أحجامها وأشكالها، السوق الجزائرية، فهي بذلك تكون قد عوضت الكثير من الأواني الزجاجية، التي أصبح استعمالها يعرف تراجعا كبيرا لصالح الأواني البلاستيكية، خصوصا في ظل أسعارها المنخفضة وسهولة استعمالها وحفظها، حيث لجأت الكثير من الجزائريات، إلى استعمال الأواني البلاستيكية، وهذا ما لمسناه عند حديثنا مع بعضهن لمعرفة الأسباب التي جعلتهن يلجأن إلى استعمالها بهذا القدر الكبير، إذ تقول السيدة مليكة، إنها تقتني العديد من هذه الأواني منذ فترة طويلة، للاستعمال المنزلي، خاصة وأن استعمالها جد سهل وأيضا الحفاظ عليها سهل، بالإضافة إلى كون أسعارها منخفضة وتناسب قدرتها الشرائية، كما أنها أصبحت تأتي بأشكال وألوان جد جميلة، لتضيف أنها تحبذ استعمالها بشكل يومي من أجل المحافظة على الأواني الأخرى المصنوعة من الزجاج والفخار، لتتمكن من استعمالها في المناسبات والحفلات التي تقيمها· فيما أشارت سيدة أخرى، وهي ربة بيت وأم وعاملة في نفس الوقت، أن الأواني البلاستيكية وفرت عليهن كثيرا، لاسيما أنها تساعدهن على التخلص من مشكل التكسير الذي يطال الأواني الزجاجية بسبب الأطفال، لذا فإن الأواني البلاستيكية تكون أكثر أمانا، لتضيف أنها تستعمل العلب البلاستيكية حتى في عملها، لأنها تأخذ الأكل من المنزل معها يوميا، لتعقب أنها لم تكن تستعمل هذه المادة مطلقا، فكل الأواني التي تملكها تتلخص في الزجاج والفخار والألمنيوم، مضيفة أنها أصبحت تملك العديد منها، أما عن إمكانية تسببها في الضرر، تقول بأنها تحرص على غسلها جيدا قبل كل استعمال لتفادي مخاطرها· وفي السياق ذاته يؤكد المختصون في مجال الأغذية أن استخدام الأواني البلاستيكية في تناول الأغذية والمشروبات الساخنة، يعد خطرا على الصحة العمومية، لأن درجة الحرارة المرتفعة لهذه الأغذية، تتسبب في تحلل بعض مكونات البلاستيك، ليتم اختلاطها مع هذه المواد الغذائية، وبالتالي فإن المستهلك يتناولها دون وعي منه بخطورتها، وهو الأمر الذي من شأنه أن يسبب للمواطن الإصابة بالسرطان، كما يجر هذا الاختلاط معه الكثير من التعقيدات الصحية الأخرى على غرار التسممات الغذائية·