تهدد صحة الجزائريين جملة من المنتجات المغشوشة والمقلدة وأخرى من صنع صيني خاصة تلك الموجهة للاستخدام في المطبخ، فلا تتمكن الطبقة الفقيرة من مقاومة أسعارها المنخفضة مقارنة بتلك الأصلية فتدفعها الحاجة إليها و إغراء أسعارها إلى اقتنائها حتى وإن كانت على علم بمدى خطورتها على الصحة لعدم موافقتها لمعايير الجودة في صناعتها. تنتشر بمختلف الأسواق الشعبية وحتى المحلات الراقية والمساحات الكبرى سلع غير موافقة لمعايير وشروط الجودة في الصناعة وتؤثر سلبا على صحة مستعمليها وفقا لما يؤكده الأخصائيون، تجتذب أسعارها المنخفضة الزبائن خاصة منهم النساء المهوسات بالتسوق والاقتصاد في مشترياتهم للتمكن من التوفير لأغراض أخرى من باب حسن التدبير المنزلي. ''اللي عجبك رخسو ترمي نصو'' تعرض بمختلف أسواق العاصمة أدوات وأوانٍ الطبخ بأسعار خيالية لا يمكن تصديقها تتراوح ما بين 50 و100 دج الزجاجية منها والبلاستيكية وحتى المعدنية، ملاعق ، شوكات أكل، أكواب، سينيات، مقالي وطناجر وأجهزة إعداد القهوة، وغيرها من المستلزمات التي تأكد من جربوها أنها غير صالحة للاستعمال ومغشوشة، ومع أول استخدام تفاجأ ربة البيت أنها وقعت ضحية طمعها وخداع التجار ومن بين الحالات تروي السيدة ''خدوجة'' أنها قامت باقتناء طنجرة طهي سريع ''كوكوت مينوت'' بسعر 450 دينار، رأت أنه جد مغر مقابل ذلك الذي تعرض به داخل المحلات والمقدر ب 1000 دينار خاصة وأنها من نفس النوع ونفس الماركة كما اعتقدت، وسارعت لتجريبها ففوجئت بمكونات طعامها وهي تغير من لونها بمجرد وضعها بها وبالرائحة الغريبة المنبعثة منها، ولما قامت بتفريغ المحتويات منها وغسلها لاحظت أن جزءا كبيرا من الطنجرة فقد طلاءه، ومنذ ذلك اليوم قطعت وعدا على نفسها بعدم اقتناء أدوات الطبخ من هذه الطاولات التي قالت عنها' ''طبعا اللي عجبك رخسو ترمي نصو''. أما السيدة ''ليندة'' فأكدت أنها وبعد تنقلها إلى منزل جديد حصلت عليه عن طريق السكن التساهمي، وجدت نفسها وزوجها مجبرين على التقشف في اقتناء مستلزمات المنزل فطلبت منه أن يترك لها مسؤولية تجهيز المطبخ لأنها ستحرص على شراء أدوات منخفضة الأسعار، وكانت وجهتها ساحة الشهداء حيث تكثر طاولات بيع أدوات المنزل ب 50 دينارا وفرت من خلالها مبلغا لا بأس به. إلا أنها وبعد مرور أسبوع واحد فقط على استعمالها للمقلات والملاعق والشوكات لاحظت أنها قد صدئت، أما مقص تقطيع الدجاج فانكسر في ثاني يوم فما أن راحت تقطع أجنحة الدجاج حتى انقسم هذا المقص إلى نصفين، أما الأدوات البلاستيكية فحدث ولا حرج حيث لازالت إلى اليوم تنبعث منها رائحة كريهة ظنت لدى شرائها أنها ستزول مع الوقت. لكن لو توقف الأمر عند وقوع المواطنين ضحايا الغش والخداع على تلف تلك المقتنيات لكان هينا، حيث أثبتت البحوث أن غالبية المواد المستخدمة في صناعتها مضرة بالصحة. الألمنيوم المعالج أفضل مادة للطبخ ترى الدكتورة ''ب.أمينة'' طبيبة عامة ضرورة الابتعاد قدر الإمكان عن استخدام مثل هذه الأواني في الطبخ وحتى تقديم الأكل لاحتوائها على مواد غير محددة الأصل في تركيبها، قد تتسبب مع مرور الوقت باستخدامها المتكرر في الإصابة بالسرطان. ومن جهة أخرى أوضحت الدكتورة أن أدوات الطبخ خاصة تلك التي توضع على النار يجب أن تكون مصنوعة من الألمنيوم المعالج بدرجة 8 على 10 وفقا للمعايير الدولية أو مادة الستانلستيل الصحي غير قابل للصدأ أو النحاس وهو الذي يبقى الأفضل على الإطلاق أو طبعا الأواني الفخارية، فلا يوجد ما هو أفضل من المواد الطبيعية التي حمت أسلافنا من الإصابة بالأمراض التي نعرفها نحن اليوم والتي أصبحت واسعة الانتشار حتى لدى المواليد الجدد. ودعت الدكتورة ''ب.أمينة'' إلى تجنب اقتناء مثل هذه المستلزمات قدر الإمكان خاصة إذا كانت مجهولة مصدر الصنع وتباع في أسواق غير نظامية.