بعد أن كانت المستشفيات والعيادات الطبية الخاصة، أول الأمكنة التي يقصدها المواطن عند إحساسه بالأوجاع والآلام، هاهو اليوم يتنقل بين مواقع الأنترنت المختلفة، خاصة تلك المتخصصة في المجالات الطبية المتعددة، إذ أصبح العديد من الجزائريين في الآونة الأخيرة، وفي ظل التطور التكنولوجي الكبير، الذي تعرفه الجزائر، ومنذ دخول الأنترنت إلى أغلب البيوت والمؤسسات، يتجنبون الذهاب إلى الطبيب، ويعوضون ذهابهم ذلك بتصفح بعض المواقع الإلكترونية الطبية الموجودة على الشبكة العنكبوتية، خاصة وأنها توفر لهم أيضا التواصل مع الأطباء، مما يمكنهم من معرفة كل ما يريدونه لتجنب الإصابة ببعض الأمراض المنتشرة، وكذا كيفية الوقاية منها، ولمَ لا معرفة بعض الطرق والأدوية لتجنبها، هذا كله دون أن يتكبدوا عناء التنقل ودفع ثمن الفحص· حيث وفرت عليهم الأنترنت ذلك، من خلال ارتدائها لثوب الطبيب، مستعرضة بذلك آخر إبداعاتها وقدراتها في معالجة المرضى، إذ أصبحت أكبر منافس للطبيب، بعدما جندت أغلب مواقعها الإلكترونية وموسوعاتها الطبية، في سبيل تحقيق هدفها المنشود، وهذا في الوقت الذي طورت الكثير من برامجها الطبية، وفق آخر الدراسات العلمية الحديثة، مستخدمة في الوقت ذاته أحدث الأبحاث والمعلومات والتقنيات المتعلقة بمختلف الأمراض، وحتى الأدوية والمسكنات، التي نشرتها عبر مواقع وموسوعات إلكترونية متخصصة، هدفها تزويد الأشخاص من مختلف الشرائح العمرية، بكل ما من شأنه مساعدتهم للحفاظ على صحتهم سليمة· ومن خلال الحديث مع بعض المواطنين، لمسنا مدى إقبالهم على هذه العيادات الإلكترونية، خاصة وأنها بشهادة البعض منهم، وفرت عليهم الوقت والمال، إذ تقول السيدة سهام إنها ومنذ اكتشافها لهذه العيادات الإلكترونية، أصبحت نادرا ما تذهب إلى الطبيب، حيث أصبحت وبمجرد ظهور أي أعراض عليها تذهب مباشرة إلى أحد المواقع الطبية المتخصصة، والذي تستمد منه معلوماتها الصحية منذ ثلاث سنوات تقريبا، مما جعلها تضع فيه كل ثقتها وتستأمنه على صحتها· نفس الشيء بالنسبة لمحمد،22 سنة، طالب جامعي، والذي اعتاد على أخذ كل معلوماته الصحية ونظامه الغذائي من صفحات الأنترنت، حتى أنه لا يستعين بموقع معين وإنما يكتفي بإدخال استفساره في محرك البحث للحصول على نتائج يعتبرها موثوقة ولا تخطيء، وهو الأمر الذي وافقت عليه السيدة سعيدة التي قالت بأنها تعاني من مرض السكري منذ مدة طويلة، مما يحتم عليها زيارة الطبيب كلما شعرت ببعض الانتكاسات، غير أنها ومنذ أن لجأت ابنتها إلى الأنترنت من أجل تزويدها بمختلف النصائح والإرشادات اللازمة في الأكل، خاصة خلال شهر رمضان، ومنذ ذلك اليوم وحالتها مستقرة ولم تعان من أي انتكاسات· وعلى حد تعبير الكثير من المواطنين، فقد تمكنت هذه المواقع من تقديم خدمة كبيرة، جعلتهم يعتبرون الأنترنت من أهم التطورات التي حصلت في حياة البشرية· وفي السياق ذاته يحذر الأطباء المواطنين، من الاعتماد الكلي على المواقع الإلكترونية الطبية، من منطلق أنها تخضع للتجديد من طرف أشخاص مجهولين الهوية وغير موثوق في مستواهم التعليمي ودراساتهم، كما أن اتخاذ هذه المواقع، كمصادر للتزود بمختلف المعلومات الطبية، يعتبر خطرا على صحة وحياة من يعتمد عليها، كما أن المعلومات المقدمة على شبكة الأنترنت تكون متفاوتة نسبيا من حيث الصحة والأهمية، وعليه فهم ينصحون المواطنين بعدم الاعتماد كليا عليها، من أجل تجنب ما لا يحمد عقباه، لأنه لكل حالة من الحالات المرضية، أعراض مختلفة تفرض اتباع طريقة علاج مختلفة·