* الشعوب التي لا تحسن قراءة التاريخ قد تعيشه أكثر من مرّة! أكّد رئيس الجمهورية السيّد عبد العزيز بوتفليقة أن الشعب الجزائري يدرك جيّدا أن الديمقراطية والتنمية (لا تأتيان من الخارج)، مشيرا إلى أن التعدّدية الحزبية والنقابية وحرّية الصحافة في الجزائر تعدّ مدرسة حقيقية للتكوين والتعلّم جدّدت العهد بتقاليد تعدّدية الحركة الوطنية· رئيس الجمهورية قال في رسالة وجّهها بمناسبة يوم العلم المصادف ل 16 أفريل: (لقد كانت التعدّدية الحزبية والنقابية وحرّية الصحافة التي تمّت دسترتها ببلادنا عام 1989 مدرسة حقيقية للتكوين والتعلم جدّدت العهد بتقاليد تعددية الحركة الوطنية)· ولدى تطرّقه إلى الإصلاحات التي باشرتها الجزائر خلال هذا العام من أجل مشاركة اكبر للنّساء والجامعيين والشباب وحالات التنافي مع العهدة الانتخابية وتحسين ظروف ممارسة الحقوق السياسية بتعديل قانون الانتخابات وقانون الأحزاب والجمعيات (تصبّ كلّها في اتجاه التعميق الجاري للمسار الديمقراطي)· وأضاف رئيس الجمهورية: (لكن هذا المسعى المتوخّي دعم المكاسب المسجلّة في مجال الحقوق السياسية، كما لا يمكن عزله وتقويمه خارج مكاسب وتواصل خطط التنمية وتحسين الوضعية الاجتماعية والاقتصادية لشعبنا لا يمكن عزله أيضا عن الإجراءات المتّخذة لإحلال السلم في اطار المصالحة الوطنية)· وأشار رئيس الدولة في هذا الصدد إلى أن المعنى الحقيقي للتنمية والديمقراطية (لا يكتمل إلاّ في المجتمع المطمئن المتصالح مع تاريخه المجتمع الذي لا يخشى على مستقبله، وهو رهان الانتخابات المقبلة وهذا هو جوهر الإصلاحات المنتهجة)· واعتبر رئيس الجمهورية أن الشعب الجزائري (على غرار كافّة الشعوب المضطهدة تعلم أن التنمية والديمقراطية لا تأتيه من أيّ جهة خارجية كانت بلغت ما بلغت من درجات التطور والديمقراطية)· من جهة أخرى، دعا رئيس الجمهورية إلى تعبئة كافّة الطاقات الوطنية لاستكمال برامج الإصلاح والتشييد وإنجاح جميع الاستحقاقات السياسية القادمة· وقال بوتفليقة في رسالته: (إننا نعيش عولمة شاملة حاملة لمتغيرات جذرية تتطلّب يقظة الوعي الجماعي بأهمّية التحديات المطروحة وحساسية الظروف المحيطة تقتضي تعبئة كافّة الطاقات الوطنية لاستكمال برامج الإصلاح والتشييد المسطّرة وإنجاح كافّة الاستحقاقات السياسية القادمة التي نعتبرها محطّة فاصلة ورهانا مصيريا يجب أن نكسبه ولا خيار لنا إلاّ النّجاح)· وفي هذا الصدد ،أوضح الرئيس بوتفليقة أن (الشعوب التي لا تحسن قراءة التاريخ واستخلاص الدروس قد تعيش هذا التاريخ أكثر من مرّة، وهي إن لم تجتهد وتشارك في صياغته فإنه لا محالة سيصنع في غيابها وربما يرتب ضدها). ولدى تطرّقه إلى الانتخابات التشريعية المقبلة دعا الرئيس بوتفليقة إلى أن تكون المجالس المنتخبة "مجالس يعتمد عليها كاطار للتفكير والتدبير وخزّان للكفاءات والخبرات وهيئة استشارة ومراقبة). وأعرب الرئيس بوتفليقة عن أمله في أن تمثّل هذه المجالس (بحقّ إرادة الشعب كلّ الشعب الجزائري بمختلف شرائحه وفئاته وتيّاراته بأغلبيته وأقلّيته بأحزابه الكبيرة والصغيرة مستوعبة لقضاياه ومستجيبة لطموحاته)· كما يتعيّن على هذه المجالس حسب رئيس الجمهورية (أن تشارك على نحو فعّال في صياغة النصوص والقرارات وبلورة الخطط والسياسات التي من شأنها خدمة مصالح البلاد والعباد)· (ومن هنا تتجلّى أهمّية المشاركة المكثّفة في اقتراع العاشر من ماي القادم وانجاح الانتخابات التشريعية التي ستفرز هيئة تشريعية رقابية عليا ضمن مؤسسات الجمهورية العتيدة)، حسب ما أضاف الرئيس بوتفليقة· ولضمان انتخابات حرّة وشفّافة أكّد رئيس الجمهورية أن الدولة قدّمت (كافّة الضمانات)، داعيا في الوقت ذاته الأحزاب السياسية والمواطنات والمواطنين إلى تأدية دورهم وتحمّل مسؤوليتهم (حتى لا تذهب تضحيات النّساء والرجال الذين جاهدوا في سبيل الاستقلال والوحدة الترابية لهذا البلد سدى وحتى ينال تفاني الذين دافعوا عن سيادته وتنميته حقهم من العرفان)· وفي سياق آخر، أكّد الرئيس بوتفليقة ان الجزائر اختارت (بحزم) تكنولوجيات الاعلام والاتّصال الجديدة في منظومة التكوين والبحث والاتّصالات لتقلّص (تدريجيا) الفجوة الرقمية التي تفصل بينها وبين الدول المتطوّرة· واعتبر الرئيس أنه في ظلّ عولمة المبادلات وسرعة المعلومة (اختارت الجزائر بحزم تكنولوجيات الإعلام والاتّصال الجديدة في منظومة التكوين والبحث والاتّصالات، وهي تقلّص بذلك تدريجيا الفجوة الرّقمية التي تفصل بينها وبين الدول المتطوّرة). ويتمثّل التحدّي القادم حسب رئيس الدولة في (التعجيل بتقليص الفجوات المعرفية)، مؤكّدا أن مهمّة المشاركة في صياغة المحتوى المتداول والتزام اليقظة بشأن صدقية المعلومات أوكلتها الجزائر لشبابها (البارع في التكنولوجيات الجديدة والحريص على مصالح بلاده والمنخرط في معركة المعرفة). وبعد أن أشار إلى التطوّر المتسارع للعلوم والتكنولوجيات أوضح رئيس الجمهورية أن قوّة الأمم اليوم (أصبحت تكمن في قدرتها على إنتاج المعارف وتحويلها أمام مراكز منتجة للمعارف والابتكارات) والرّهان الذي تواجهه الجزائر يكمن في (الاندماج في هذا النّظام على قدر قدراتنا وحاجاتنا ومصالح بلادنا)· وفي هذا الصدد، ذكّر الرئيس بوتفليقة بالبرنامجين الخماسيين الأخيرين اللذين تميّزا بالشروع في إنجاز (مشاريع ضخمة اعتمدت أحدث التكنولوجيات المتطوّرة في مجال الري وبالخصوص في تحويل المياه وفي مجال الأشغال العمومية من خلال الأشغال الفنّية المنجزة في إطار مشروع الطريق السيّار شرق - غرب).