بعد بلوغه الدور الثاني من رئاسيات فرنسا ساركوزي يواصل حملته ضد الجزائريين دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي يخوض هذه الأيام منافسة شرسة ضد خصمه الاشتراكي فرانسوا هولاند في أول إطلالة له بعد تأهله إلى الدور الثاني لانتخابات الرئاسة الفرنسية دول الاتحاد الأوروبي إلى غلق الحدود الوطنية أمام التدفق المتزايد للمهاجرين، ويأتي هذا التصريح الجديد الذي فضل مرشح اليمين أن يكون أول خطوة له في الدور الثاني ليضاف إلى قائمة التصريحات التي حملت تهديدات وتوعدات واضحة إلى الجالية الأجنبية التي يمثل الجزائريون جزءا كبيرا جدا منها· عاد الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي في أول طلّة له بعد تأهله للدور الثاني من الانتخابات الرئاسية التي ستحسم نتائجها يوم السادس من شهر أفريل الجاري إلى الحديث مجددا عن ملف المهاجرين الذي أخذ حيزا كبيرا من برنامج مرشح اليمين محاولا بذلك حصد أصوات اليمين المتطرف الذي غادر المنافسة في الدور الأول، وقد ارتبط ملف المهاجرين طيلة الحملة الانتخابية بالجالية الجزائرية المقيمة بفرنسا ارتباطا وثيقا كونها تمثل الأغلبية في العدد الإجمالي للمهاجرين الأجانب، وهو ما جعل ساركوزي يخصها بالتهديد في تصريح سابق بإعلانه عن بدء التفاوض مع الجزائر قريبا لتعديل الاتفاقية التي أبرمت سنة 1968 والتي تقضي بقرارات تفضيلية لصالح المهاجر الجزائري دون غيره من المهاجرين· وقد حمل آخر تصريح لساركوزي عقب تأهله للدور الثاني من الانتخابات الرئاسية خطابا قوي اللهجة حث من خلاله دول الاتحاد الأوروبي على موافقته والسير على خطاه من أجل حماية أوروبا - على حد قوله-، حيث أكد خلال تجمع جماهيري أن (الفرنسيين لا يريدون أوروبا غير مضبوطة الحدود)، مضيفا أنه (قد انتهى زمن أوروبا العاجزة عن التحكم في تدفق المهاجرين)، كما وجه ساركوزي في خطابه الأخير تهديدا واضحا للمهاجرين بقوله: (إذا كانت أوروبا غير قادرة على الدفاع عن حدودها، ففرنسا ستدافع عن حدودها)، مضيفا أن التخفيف من ألم ومعاناة الفرنسيين سيكون (بفرض القيود على المهاجرين وحماية حدود فرنسا)· هذا وسيدافع كلود غيان وزير الخارجية الفرنسية الخميس القادم عن هذا الموقف أمام شركائه الأوروبيين خلال الاجتماع الذي سيعقد غدا في لكسمبورغ، حيث سيطالب بإعادة فرض المراقبة على الحدود الوطنية لمدة شهر في حال حصول أي تهاون في الحدود الخارجية لفضاء شنغن مع إمكانية تمديد هذه الفترة حسب الظروف، لكن جميع التوقعات تشير إلى أن الاتحاد الأوروبي لا يمكن أن يحسم في هذا الموضوع خلال اجتماع الخميس لا سيما وأنه غير مدرج في جدول الأعمال، إضافة إلى أنه من غير الممكن إجراء أي نقاش حول اتفاقية شنغن قبل اجتماع وزراء الداخلية الأوروبيين الذي سيتم بتاريخ 26 ماي المقبل أي بعد عشرين يوما على الدور الثاني للانتخابات الرئاسية الفرنسية، لذلك فمن الممكن أن تلغى الفكرة نهائيا في حال فوز المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند· وللإشارة، فإن الجالية الجزائرية المقيمة بفرنسا تعيش هذه الأيام حالة من القلق والترقب بالرغم من فوز مرشح اليسار فرانسوا هولاند في الدور الأول للانتخابات، وهو الفوز الذي سيعزز حظوظه في اعتلاء هرم السلطة بعد الدور الثاني الذي ستحسم نتائجه يوم السادس من ماي القادم· وللتذكير فقد فاز المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند في الدور الأول للانتخابات الرئاسية الفرنسية بنسبة 28.63 بالمائة من عدد الأصوات كما تأهل نيكولا ساركوزي إلى الدور الثاني بحصوله على 27.18 بالمائة من أصوات الناخبين، ويتنافس المرشحون خلال مدة لا تتجاوز الأسبوعين على كسب أصوات الناخبين من أجل حسم الجولة الثانية والفوز بكرسي الرئاسة، وتبقى حظوظ الرئيس المنتهية ولايته قائمة رغم أن آخر استطلاعات الرأي تشير إلى فوز هولاند بنتيجة هامة على حساب ساركوزي الذي يحاول تعزيز حظوظه باستمالة جمهور اليمين المتطرف·