توافد الفرنسيون الأحد منذ الساعات الأولى على مراكز الاقتراع التي بلغت حوالي 85 ألف مركز موزعة على مختلف أنحاء فرنسا التي ينتخب فيها 54 مليون مواطن مسجل، ويتنافس على رئاستها عشرة مرشحين أبرزهم الرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي، ومرشح الحزب الاشتراكي فرانسوا هولاند الذي يتوقع أن يتقدم على غريمه وفقا لاستطلاعات الرأي. التوافد كان محتشما في الفترة الصباحية، حيث لم يراوح نسبة 28 بالمائة، ولكن نسبة الفترة المسائية إلى غاية الساعة الخامسة كانت غير متوقعة، حيث ارتفعت النسبة وبدون مقدمات إلى 70,59 بالمائة. الدور الأول من الانتخابات الرئاسية في فرنسا والذي لا يعول عليه كثيرا في حسم المعركة لاقتحام قصر الاليزيه مقارنة مع الدور الثاني بعد تجارب أخرى سبقت، توج فيها أصحاب المرتبة الثانية رؤساء لفرنسا، كان جولة مفتوحة على كل الاحتمالات والحسابات والتي كان على رأسها المنافسة الشديدة بين ساركوزي وهولاند. فالأول فقد الكثير من بريقه بسبب شخصيته واستعراضاته التي لم تقدم للفرنسيين أي ضمانات مستقبلية ولم تحاكي اهتماماتهم وحاجاتهم اليومية، إضافة إلى قضية مراح ومهاجمته للجالية المسلمة والعربية وازدرائه للمهاجرين. والثاني ورغم القاعدة الشعبية التي حظي بها، إلا أن الكثير من الفرنسيين لا يستطيعون حسم مواقفهم خوفا من أن يعجز عن تخليصهم من الأزمة الاقتصادية والخروج بفرنسا إلى بر الأمان. فالمنافسة حركها إلى حد كبير -حسب الإعلام الفرنسي- استياء مما توصف بميول ساركوزي الاستعراضية وإخفاقه في خفض معدلات البطالة، علاوة على اختلافات في السياسة، يقدر أن ساركوزي ومنافسه الاشتراكي فرانسوا هولاند سيتغلبان على المرشحين الثمانية الآخرين ليخوضا جولة الإعادة التي تجرى في السادس من ماي المقبل. وصوت هولاند في وقت مبكر من صباح الأحد في تول، وهي بلدة في وسط فرنسا، حيث يعمل رئيسا للحكومة المحلية لمنطقة كوريز الريفية المحيطة. أما ساركوزي فحرص على حشد مؤيديه من خلال عديد حملات التعبئة، حيث أكدت أمس الفرنسية من أصل لبناني رئيسة لجنة دعم ساركوزي إعجاب خوري في اتصال مع الشروق أن الناس قدموا إلى مراكز الانتخاب بقوة في المساء عكس الفترة الصباحية التي اتسمت بالهدوء، وذلك -حسبها- بسبب العطلة المدرسية، وفشل المترشحين في تقديم حملة انتخابية قوية في مستوى تطلعاتهم "الفترة الصباحية كان الإقبال ضعيفا مقارنة بانتخابات 2007 ولكن الإقبال في المساء بعث على التفاؤل، وبغض النظر عن النتائج، فالأكيد أن الدور الثاني هو ما سيحسم الأمور". وسيتحدد في الدور الثاني من سيقود فرنسا، فقد يطرق فرانسوا هولاند، مرشح الحزب الإشتراكى اليساري الفرنسي أبواب قصر الرئاسة الفرنسية "الإليزيه" في ماراتون انتخابي يحتل فيه موقع الصدارة في نتائج استطلاعات الرأي التي ترجح فوزه على مرشح اليمين نيكولا ساركوزى في جولة الإعادة، حيث سربت "لوجورنال دوديمانش" دقائق قبل الإعلان عن النتائج استنادا إلى مصادر في وزارة الداخلية الفرنسية أن التقارب بين هولاند وساركوزي شديد، وعمل هولاند بكامل طاقته خلال الأشهر الأخيرة لكسب أصوات الفرنسيين والإطاحة باليمين الفرنسي من سدة الحكم وإعادة اليسار إلى الإليزيه بعد ثلاث فترات رئاسية (فترتان للرئيس السابق جاك شيراك، وفترة للرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزى) من خروجه منه في نهاية عهد الرئيس الأسبق فرانسوا ميتران الذي ينتمي إلى نفس التيار السياسي اليساري. وفي حال فاز ساركوزي في الدور الثاني فإن الجالية المسلمة والعربية التي قررت مقاطعته في الدور الأول ستعيش حالة من اللااستقرار وعليه حرصت على الانتخاب على مرشحين آخرين على رأسهم هولاند، حيث سارعوا إلى الانتخاب وصنع البهجة في الأحياء قرب مراكز الاقتراع بالدربوكة والزغاريد -حسب مصادرنا-. دافعت خوري في ذات الاتصال عن حصيلة ساركوزي "الجالية العربية والإسلامية تظن أن ساركوزي يكرهها، ولكن هذا الأخير قدم الكثير للمسلمين، فهو من وفر الهياكل وساعد في بناء المساجد وتكوين الأئمة وساعد شباب أحياء الصفيح، وللأسف قضية مراح استعملت في غير محلها وأسيء فهم حرصه على توفير الأمن للفرنسيين بغض النظر عن أصولهم".