مع بداية ارتفاع درجات الحرارة يجد المسافرون صعوبة كبيرة في استعمال وسائل النقل لاسيما وأنها تتضاءل مع بداية فصل الحرارة، خاصة في يوم الجمعة الذي يعتبر لدى قطاع النقل يوم راحة على ما يبدو قياسا على ما هو حاصل رغم أنه من القطاعات الحيوية التي يحرم عليها الخلود إلى الراحة في كامل أيام الأسبوع، وحتى في كامل ساعات اليوم إلا أننا نجد العكس· وتعددت شكاوي المواطنين في ذلك الجانب لاسيما هؤلاء الذين يخضعون إلى نظام الدوام في عملهم، بحيث يصطدمون بأزمة النقل الخانقة في يوم الجمعة وزادت حدتها مع بداية الحرارة بحيث لا يظفرون بواحدة في الصباح إلا بعد ساعات وبشق الأنفس· نسيمة خباجة عادة ما تسطر خلال العطلة الأسبوعية برامج من طرف أغلب الأسر الجزائرية من أجل التنزه والاستمتاع بنهاية الأسبوع، إلا أن العوائق التي يواجهونها هي من حيث النقل الذي يتقلص في نهاية الأسبوع وكأن قطاع النقل يعمل فقط مع فئة العمال من يوم الأحد وإلى غاية يوم الخميس دون حساب للعطلة الأسبوعية التي تستغل لدى الكثيرين في قضاء المشاغل وزيارة الأقارب، بحيث يصطدمون بذلك الغياب الكلي لوسائل النقل الخاص إلى جانب حافلات اتوسا التي تقلص هي الأخرى من ساعات عملها يوم الجمعة· في هذا الصدد كانت لنا زيارة إلى بعض محطات النقل خاصة تلك التي تبعد عن العاصمة على غرار محطة بابا علي وبئر خادم وبئر توتة وحتى المحطات التي تقع وسط العاصمة ليست في منأى عن النقص الفادح في الحافلات خلال العطلة الأسبوعية· إضافة إلى اختلاط ساعات عملها بصفة كلية في الوقت الذي كان من الأولى أن تستمر على وتيرة نظام عملها لكي تضمن تنقل المسافرين خلال يومي الجمعة والسبت، إلا أن العكس هو الحاصل ما فسره أغلب المسافرين أنه مشكل حقيقي يصادفونه مع تساقط الأمطار وكذا مع بداية ارتفاع درجات الحرارة· واعتبر الكل أن يوم الجمعة هو بمثابة النقطة السوداء التي تزيد من توترهم بسبب ما يتجرعونه من نقص فادح لوسائل النقل وغيابها بصفة كلية مما يجبرهم على استعمال سيارات الكلوندستان بغية التنقل إلى مشاويرهم ومشاغلهم التي لا تحتمل التأجيل· اقتربنا من بعض المواطنين فأبانوا انزعاجهم وصعوبة تنقلهم بالنظر إلى ما هو حاصل على مستوى المحطات خاصة يوم الجمعة، بحيث تبدو خالية من وسائل النقل ويسجل فيها الحضور القوي للمسافرين بأعداد هائلة في انتظار شفقة من أصحاب الحافلات إن صح التعبير مما يفسر الخلط الذي صار حاصلا في تسيير القطاع وجعل المواطن كالكرة التي يتم تقاذفها هنا وهناك ما بينه أحد السادة على مستوى محطة بئر توتة الذي قال إن القانون أو النظام الذي بات يحكم الحافلات لا ندري كيفية صياغته، فكيف لقطاع هام أن يشل خدماته بصفة تكاد تكون كلية يوم الجمعة، بدعوى أنه يوم راحة وخلود للنوم دون أدنى اكثرات ببعض العمال الذين يخضعون إلى نظام الدوام والمناوبة، فهل يقطعون مشاويرهم إلى العمل مشيا على الأقدام· وقال إنه مكث من الساعة الثامنة والنصف على مستوى محطة بئر توتة ولم تقدم حافلة (اتوسا) المتوجهة إلى الجزائر على الرغم من قدوم الحافلات في الأيام الأخرى بصفة منتظمة في الساعات الأولى من الصباح، على خلاف ما هو جار يوم الجمعة أين تغيب بصفة كلية وحتى حافلات النقل الخاص تتضاءل هي الأخرى ومن يرى ذلك يتوقع أن الجزائر كلها تنام في ذلك اليوم· إلا أن الواقع يعكس استمرار العديد من المصالح والقطاعات الحيوية، وطالب الكل بضرورة النظر في تلك النقطة وجعل أيام العطلة الأسبوعية بما فيها يوم الجمعة كسائر الأيام بحرص القائمين على القطاع على توفير وسائل النقل للمسافرين كونهم ضاقوا ذرعا من تلك السيناريوهات المتكررة والمتعلقة بالنقص الفادح لوسائل النقل وتقليص خدماتها·