تختلف الأساليب والوسائل التي تستعملها المؤسسات الإشهارية الخاصة والعامة، فمن الومضات الإشهارية بالإذاعة والتلفزيون إلى الصفحات الإشهارية في الجرائد الوطنية إلى الملصقات الجدارية في الشارع والملاعب· بعد أن كثرت الإعلانات التجارية وباتت وسائل الإعلام تعج بها وشوارع وأحياء العاصمة لا تحتوي على حائط فارغ تقريبا، بدا التوجه اليوم إلى الحافلات العمومية تارة والخاصة تارة أخرى فضلا عن السيارات الخاصة أيضا، وآخر موضة للإعلانات كانت في حافلات نقل الطلبة، فلا نرى اليوم حافلة لنقل الطلبة أو المسافرين إلا وهي مغلفة بملصق إشهاري في كل جزء من أجزائها حتى باتت الحافلة لا تعرف سوى عندما يدقق المرء في رمز المؤسسة الموضوع عادة في جوانب الحافلة أو في مؤخرتها· لكن ليس هذا هو المهم، الأهم هو تلك الإشكالية التي تطرح في هذا الصدد، والسؤال يطرح نفسه لماذا لجأت هذه المؤسسات الإعلانية إلى هذا النوع من الإشهار من جهة، ولماذا حافلات نقل الطلبة بالذات؟ ومن يتنقل إلى الجامعات ويستعلم عن موضوع الحافلات الخاصة بهذه الشريحة من المجتمع يتأكد لدى الحديث إلى الطلبة أن هؤلاء لا يدفعون مصاريف النقل الجامعي ولا يدفعها سوى الطلبة المقيمين بالأحياء وهم الذين يضطرون إلى دفع الشريحة كلما انتهت صلاحيتها حتى يتمكنوا من صعود الحافلة لنقلهم إلى الجامعة، والغريب أن الطلبة من سكان العاصمة لا يدفعون مصاريف النقل الجامعي رغم أنهم الأقرب من حيث المسافة إلى الجامعات، والأمر من هذا كله أن الحافلات اليوم صارت في متناول حتى المواطن العادي الذي لا يمت بأي صلة للجامعة ولا للحافلة، حيث عادة ما نرى مواطنين يمتطون تلك الحافلات ولا يبدو من مظهرهم وأعمارهم أنهم طلبة· وغزت الظاهرة وباتت تلحق حافلات الطلبة وكذا حافلات اتوسا هي الأخرى والفائدة الوحيدة التي يجنيها المسافرون هو أن تلك الملصقات أبعدت عنهم حراراة الشمس خاصة ونحن على أبواب موسم الحرارة، وتعد تلك الحافلات بابا مفتوحا لالتقاط أشعة الشمس من كل جانب، وهي الآفة السلبية التي يشتكي منها الكل· اقتربنا من بعض المواطنين لرصد آرائهم منهم السيدة آمال التي قالت إن الشيء الإيجابي الذي تراه في تلك الملصقات هو أنها أضفت ألوانا جميلة على الحافلات أبعدت عنا تلك الألوان الغامقة للحافلات وأظهرتها في حلة جديدة، إلى جانب التعريف ببعض المنتجات، ورأت أنها طريقة إيجابية للفت انتباه المستهلك مهما كان نوع الإشهار· أما الشاب عادل فقال إنه يرى أن إيجابية الموقف لا تتعدى خطوط تلك الشركات المشرفة على قطاع النقل في الجزائر التي لا تقدم الخدمة بالمجان بل هي مأجورة حتما والمواطنون يكتفون بإلقاء نظرات خاطفة على أنواع المنتوجات التي تروج في تلك الملصقات·