على الرغم من توفر الستائر الواقية من أشعة الشمس على مستوى بعض حافلات النقل الخاص، نسجل غيابها على مستوى حافلات أخرى على غرار حافلات "اتوسا"، ومع تزامن الشهر الفضيل مع شهر أوت في هذه السنة والذي يعد أحر شهر في موسم الصيف، اثر غياب تلك الستائر في المسافرين تأثيرا بليغا وهم صائمون مما زاد من شعورهم بالتعب وإحساسهم بالعطش بعد تعرضهم مباشرة إلى أشعة الشمس الحارقة. نسيمة خباجة وعلى الرغم من استسهال الأمر واستصغاره من طرف بعض السائقين إلا انه يشكل خطرا على بعض المسنين وكذا ذوي الأمراض المزمنة كالسكري والضغط الدموي الذي يحضر عليهم التعرض إلى أشعة الشمس الحارقة وخطر حدوث مضاعفات عليهم، بحيث يُنصحون دوما بالابتعاد عن المواضع المطلة على الشمس بصفة مباشرة إلا أنهم يجدون أنفسهم مكرهين على ذلك أثناء استعمالهم اليومي لوسائل النقل التي تغيب فيها الستائر. على عكس حافلات أخرى جهزت وتوفرت فيها الستائر خدمة للمسافر ولضمان راحته، وتتعدد مساوئ انعدام الستائر وتمس حتى شريحة الأطفال الأطفال والرضع، بحيث تذهب أمهاتهم إلى حمايتهم بشتى الوسائل وحتى بأياديهن بحيث يفضلن هن التعرض إلى تلك الأشعة بدل أطفالهن لوقايتهم من ضربات الشمس ومضاعفاتها الخطيرة، خصوصا وان دخول أشعتها عن طريق النوافد يؤدي إلى إلهاب الحافلة وارتفاع درجة الحرارة على مستواها. على خلاف تلك الحافلات المزودة بستائر والتي نجد جوها الداخلي اقل حرارة من نظيرتها، وهذه النقطة بالذات اغتاظ لها المسافرون وباتوا يتكبدون العديد من المشاكل على مستوى وسائل النقل، فبعد مشكل التماطل في الإقلاع والتحرشات التي تلحق الفتيات، وامتطائها من طرف المنحرفين والسكارى والمختلين، وعانى المسافرون من ذات المشكل قبل رمضان وتأثروا كثيرا به في أيام الحر، ويزداد تأثيره عليهم في أيام الصيام الذي يفر فيها الكل من أشعة الشمس الحارقة إلا من أوجبت عليهم مهنهم ذلك فيذهبون إلى التزود ببعض المقتنيات الواقية. وهو الأمر الذي نقف عليه يوميا بوسائل النقل فتلك التي تتوفر على ستائر تعد على الأصابع كون أن أصحابها عزموا على ضمان راحة المسافر لاسيما في موسم الصيف الذي يعد حضورها إجباريا، إلا أننا نجدها غائبة ببعض وسائل النقل الأخرى على الرغم من توفر الأجهزة والمعدات التي توصل بها الستائر أعلى النوافد، ولا يكلف الأمر أصحابها إلا اقتناء القماش، ولا يطالبهم المسافرون المغلوبون على أمرهم بالنوع الرفيع فالمهم إلحاقها بستائر مهما كان نوع القماش المستعمل الذي نجده يتوفر بأبخس الأثمان على مستوى الأسواق، ولم يجد المسافرون تفسيرا لتعنت أصحاب وسائل النقل على إلحاقها بحافلاتهم فيما راح البعض إلى تبرير الموقف بتعرضها إلى التخريب والتلف من طرف المسافرين وهي حجة واهية للتهرب من المسؤولية واللهث وراء المداخيل والأرباح دون أدنى اعتبار للمسافرين. أما حافلات "اتوسا" التي تتميز بكبر حجم نوافذها فحدث ولا حرج ويعاب الأمر أكثر عليها خاصة وأنها تابعة للأملاك العامة وتتسع حظيرتها أكثر من حظيرة النقل الخاص، وتعرف هي الأخرى غياب الستائر الواقية من أشعة الشمس مما ألهب المسافرون وهم على متنها بعد وصول أشعة الشمس المحرقة إليهم عبر النوافذ.