أرجأت أمس محكمة جنايات العاصمة الفصل في ملف عصابة خطيرة مختصّة في السرقة تضمّ جمركيا بمطار هواري بومدين استولت على شاحنة تحمل مجموعة من الهواتف النقّالة عند خروجها من المطار متوجّهة نحو منطقة دالي ابراهيم، إلى الدورة الجنائية المقبلة للاستماع إلى المتّهم (ل· جمال) الذي كان في حالة فرار وعرضه على طبيب شرعي لمعاينة قدراته العقلية· قرار تأجيل الملف الذي عاد إلى أروقة العدالة جاء بعد الطعن بالنّقض لدى المحكمة العليا، حيث سبق وأن تمّت إدانة أفراد العصابة البالغ عددهم أربعة ب 12 سجنا نافذا لارتكابهم جنايتي تكوين جماعة أشرار والسرقة الموصوفة، أين قاموا بسرقة شاحنة من أمام مطار هواري بومدين تحمل هواتف نقّالة بمساعدة جمركي زوّد أحدهم بزي الجمارك لتنفيذ العملية بإحكام، بعد تقديم محامي المتّهم الذي كان في حالة فرار بدفوعات شكلية طالب من خلالها ببطلان إجراءات المتابعة والإفراج عن موكّله الذي يعاني من مرض عقلي، مستدلاّ بملف طبّي، كما أضاف أن المتّهم كان متواجدا يوم ارتكاب الجريمة في المؤسسة الاستشفائية (فرانتز فانون) بالبليدة، فضلا عن أنه لم يتمّ استنطاقه عبر كافّة مراحل التحقيق مع المطالبة بإخضاعه لخبرة عقلية· وهي الدفعات التي رفضتها النيابة واعتبرت أن فيها خرق صريح للإجراءات، غير أن هيئة المحكمة وبعد المداولات القانونية وافقت على الدّفع الشكلي وقرّرت تأجيل الفصل في الملف· بالعودة إلى وقائع القضية فقد انطلقت بتاريخ 12 ديسمبر 2007، عندما تقدّم الضحّية (ك· فاتح) إلى مصالح الأمن بباب الزوّار للتبليغ عن سرقة شاحنة من الحجم الكبير كانت تحمل هواتف نقّالة على مستوى مخرج مطار هواري بومدين، وهي مكتوبة على اسم صديقه أخرجها من مطار هواري بومدين بعدما قام أعوان الجمارك بتعبئتها ببضاعة هي عبارة عن هواتف نقّالة، وبعد استكمال إجراءات الجمركة خرج بها إلى دالي ابراهيم، وفي طريقه على مستوى الجسر المؤدّي إلى بن عكنون تمّ إيقافه من طرف سيّارة من نوع (بيجو 406) كانت تقلّ شخصين يرتديان الزيّ الرّسمي للجمارك فنزل أحدهما وقام برشّه بالغاز المسيل للدموع وأخذا الشاحنة وتركاه على الرّصيف فتوجّه بعدها إلى الحاجز الأمني وأبلغ عن عملية السرقة· وفي حدود التاسعة ليلا من ذات اليوم تمّ التوصّل إلى مكان تواجد الشاحنة بوادي السمّار وتمّ توقيف المدعو (ل· مصطفى) الذي صرّح بارتكابه للجناية وكشف عن أسماء شركائه وكان أحدهم جمركيا يدعى(م· بلال)، وأضاف أنه تمّ التخطيط للعملية على مستوى مخزن المطار بالدار البيضاء في حدود الساعة الرّابعة عصرا عندما اتفق الجميع على تنفيذ الخطّة، وأنه هو من اقترح سيّارة والده من نوع (بيجو) التي تنقّلوا بواسطتها إلى المكان الذي نفّذت من خلاله العملية. وفي يوم الواقعة تمّ الاتفاق مع المدعو (جمال) وتوجّهوا إلى حظيرة السيّارات وأخبرهم عن الجسر وترصّدوها وتهجّموا على السائق بعد ارتدائهم ألبسة الجمارك لتنفّذ بعدها العملية، وفي حدود الثامنة مساء قاموا بتغيير رقم الشاحنة·