حالة فوضى تميز مصلحة الاستعجالات بمستشفى بني مسوس، فالمريض فيها يجد نفسه مهملا مهمشا لا يعرف أين يتجه، ففي مكتب الاستقبال لا أحد يستقبله ويسجل اسمه ويوجهه، فعليه إذن أن يتدبر نفسه وسط جموع المرضى المتوافدين على هذه المصلحة من مختلف الأعمار، وفي غرف المعاينة لا أثر إلا طبيب واحد مناوب يلهث ما بين هؤلاء المرضى ويعاين ثلاثة إلى أربعة مرضى في وقت واحد وفي غرفة ضيقة، وعلى المريض ومرافقيه أن يتدبروا أمرهم في الوصول إلى هذا الطبيب أو ذاك من أجل أن يعاينهم، فالأمر ليس بالسهل كما عليهم أيضا الحصول على بيان المعاينة من أجل أن يدوّن الطبيب علة المريض ويقوم بتوجهيه إلى مصلحة ما، وفي ظل هذه الفوضى لا يشخص بدقة المرضى، والأسوأ فعلا أن تمرض وتضطر إلى الذهاب إلى مصلحة الاستعجالات في بني مسوس.