قال الدكتور عبد العزيز بن نوح عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، إن هناك بعض المنتسبين إلى هيئات الفتوى، متأثرون بالتكتلات والتحزبات والتصنيفات والأهواء. وذلك تعليقا على دعوة مفتي عام المملكة العربية السعودية، للرفق بالشباب وعدم الزج بهم في مزالق عبر فتاوى. وقال الدكتور عبد العزيز بن نوح، ل (العربية)، إن محاضرات وخطب مفتي المملكة، آل الشيخ، تصلح لتكون تأهيلا شرعيا لكثير من القضايا الآنية، ومنها قضية إصدار فتاوى تدعو إلى الجهاد. وأوضح الدكتور بن نوح بأن الفتوى الشرعية لها مكانة عظيمة في الشريعة، لأنها طريقة لإيصال العلم الشرعي ولها تأثيرها العظيم والبيِّن. ولهذا فقد جاءت قرارات خادم الحرمين الشريفين لتنظيم الأمر وقصر الفتوى على هيئة كبار العلماء. وأكد عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أن توصية آل الشيخ تأتي من منطلقات شرعية وتتوافق مع الدعوة إلى التبشير وتجنب التنفير، وضرورة التحلي باللين في تقديم النصح لمن يحتاجه. وفي هذا الإطار، أوضح الدكتور أن (هناك بعض الإشكالات لبعض المنتمين لمجال الفتوى، فهم لا يراعون الفروق الفردية، ولا يراعون كثيرا من خصائص المجتمعات العربية)، على حد قوله. مضيفا بأن (الأوساط الشرعية مثلها مثل بقية الأوساط السياسية والاجتماعية والفنية، فيها الكثير من التكتلات والتحزبات والتصنيفات والأهواء). ولاحظ الدكتور بن نوح أن (المنتسبين لمجال الفتوى تعتريهم مثل هذه الأمور، وهم بهذا يصدرون فتاوى تحت تأثير التحزب أو التكتل أو الهوى، وهذا بلا شك يكون له تأثير بالغ). وختم المتحدث قوله بالإشارة إلى أن (استغلال الدين كان منذ عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك بوجود المنافقين). وكان مفتي عام المملكة، آل الشيخ، قد دعا خلال خطبة الجمعة الماضية إلى الرفق بالشباب وعدم الزج بهم في مزالق نتيجة إصدار فتاوى لا يدركون معانيها ولا حقائقها، ولا تتحملها عقولهم. وحذر الشيخ من جمعيات تتسمى بالإسلام، لكنها تنطوي على فتاوى تبغض الإسلام وأهله، طالبا بأخذ العبرة من الفتن والاضطراب الذي يسود في بعض البلدان، والأخذ بأيدي الشباب لما فيه خيرهم وصلاحهم.